أبحث عن موضوع

الجمعة، 5 يونيو 2015

تأملات في احسن القصص في رحاب قصة نبي الله ابراهيم ( عليه السلام)............... بقلم : جواد الحجاج /// العراق



في رحاب قصة نبي الله ابراهيم ( عليه السلام)
قوله عز من قائل :
((فلما أسلما وتله للجبين*وناديناه أن يا إبراهيم*قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين*إن هذا لهو البلاء المبين*وفديناه بذبح عظيم*وتركنا عليه في الآخرين*سلام على إبراهيم*كذلك نجزي المحسنين *إنه من عبادنا المؤمنين))الصافات: 103 - 111
وفي اللحظة التي يخرج فيها إبراهيم الانسان والأب الحاني آخر ذرة لحب إسماعيل من قلبه الذي يكن الا مملكة خالصة لله تعالى .. امتثالا للأمر الألهي بإيمان مطلق وفي اللحظة التي يصل فيها إسماعيل لقمة التسليم ....
يأذن الرب الرحيم بإنهاء المشهد المقدس انتهى الامتحان بنتيجة مبهرة لخليل الرحمن وابنه وبدروس معنوية عظيمة للبشرية .
دروس عملية كانت البشرية الناشئة بحاجة ماسة اليها قيم عقائدية وعرفانية كبيرة .. منها :
• التسليم لأمرالله تعالى والتنفيذ بأقصى درجات الإخلاص والرضا ..
• ان الأمر لم يكن هينا بكل المقاييس الإنسانية ولكن استشعار إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام ) لرضا محبوبهما قد جعله كذلك ..
• إن قلب الولي مملكة الله الخالصة .. التي يجب الا يكون فيها موضع قدم لغيره( أي كان هذا الغير) .. هذا لا يعني انتفاء المشاعر الإنسانية من القلب بقدر ما يعني أن تنصهر تلك المشاعر في حبه تعالى وحده..ان يكون حب الله (عزوجل ) هو البوصلة التي تحرك اتجاه العاطفة حبا وبغضا ..رضا أو سخطا ..
• ان الغاية من الابتلاء الذي يتعرض له أولياء الله علاوة على كونه دروسا تثقيفية للبشرية فإنه يبرز سر الاجتباء لهؤلاء الأولياء العظام والاصطفاء الذي لم يكن منحة ربانية مجانية تعطى لهم دون نجاح بامتياز في الابتلاءات الصعبة والقاسية البدنية والنفسية والوجدانية .. هذا النجاح الذي لم يأتي الا بتوفيق الحق سبحانه بعد مكابدات نفسية ورياضات قهروا بها ذواتهم المقدسة ليصلوا الى حقيقة العبودية لله تعالى .. لنعلم ان الله اعلم حيث يجعل رسالته ..
جواد الحجاج / من كتابي : تأملات في احسن القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق