كان هناك في قديم الزمان جبلٌ ثلجيٌّ لا تقرَبُه الشمس ولا تعرف أرضه الربيع. وكان عند كل صباح ينظر الى الشمس من بعيد وهي تطلّ على الجبال الخضراء في الجهة المقابلة، ويسمع زقزقة العصافير من بعيد، فيزداد تحسّراً على نفسه ويهمس في سره "يا ليت كان لي شمسٌ".
سمعت الشمس حسراته. حنّ قلبها على الجبل الذي يكاد يموت، وقرّرت أن تنتظر الصباح لتكون ضيفة مشرقة على الجبل الحزين.
......... وما هي إلا ساعات على وصولها فوق القمة، حتى شعر الجبل المتجلّد بنفسه يذوب ويذوب....يختفي شيئاً فشيئاً..... أحسّ بموت الثلوج الذي كان قد ألفها منذ قرون، وأخذ يخاصم الشمس التي كانت تقترب منه بمودّة. لعنها..... لعن قربها ودفئها..... صرخ في وجهها متجهّماً. حنّت الشمس الى الجبال الخضراء وولّت هاربة الى جنّتها.
رحلت الشمس........ وهبّت على الجبل عاصفة جليدية..... ضحك الجبل..... تنفس الصعداء.... إلتحف العاصفة وبادلها الحب وراحا يحلمان بغدٍ مظلم ينجبان فيه وروداً ميتة.
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق