من هنا تبدأ
كل حكايات زهراء
بلسان ترحاله الصبر
قيدته الدموع
شجوه من وحي الذكرى
تستفزه صرخة أم
طفلتها بانتظار أب
ﻻ يعود
شعرها الذهبي
يتطاير جذﻻن
في قبلات
من ثغر أبيها
كم تغفو بأزاهير الخدود
في إبتسامات
هي أحلام صباها
دفترها كان مليئا
بحكايات جحا....توم وجيري
صور ﻷبيها
ﻻ تفارق ذاكرتها
أمها... وأخيها
وملامح عشق
في انتظار
ترقب مقلتاه
يوم زفاف
ﻻ يدري سيمكث في التيه
هذه المرة حاولت
رسم أبيها نخلة
تتدلى سعفاتها
بيتا...شمسا...نهرا
وردة...فاكهة...ثغرا مبتسما
.................. كلاشنكوف
إعتادت رؤيتها
بمعية صحبته
في حشد ماض للجبهات
عابس وبرير قادته
والعباس رايته
ساسته رعاة للنفاق
ﻻ هم لهم اﻹ .......
في حكومات اﻹنبطاح
في بلد كم مزقته الحروب
كان أسمه ع...ر...ا...ق
يحمي العرض من السبي
وطفولة زهراء
أيقظ الموبايل غفوة أحلامها
بابا يتصل.....بابا يتصل
كانت نغمته
اﻷم تناديها
إسرعي بابا مشتاق
لسماع أحاديثك
سقط القلم
من يدها
ركضت فرحتها
وقعت.....قامت
تتعثر من لهفتها
بابا.......زهراء أنا
عيناه مغرورقتان
وبكاء خفي
تفضحه أنات
حبلى بالحنين
ماذا بك بابا
ﻻشيء سوى فرحتي
قبلت صورتك
ما بين أزيز الرصاص
هل أعطوك نتيجة اﻹمتحان
إنني اﻷولى
ﻻ تنسى الهدية بابا
عندما تأتي ستراها
أنت كيف حالك
عن قريب ستأتي
تحضنني بابا كعادتك
ترفعني.....ترميني
في أفق السماء
ﻻ تدري أن أبيها
باعوا حلمه في المزاد
في صراع مع الموت
أخذ النزف يلجمه
ورويدا رويدا
صمت بين الشفاه الكلام
عبوة ناسفة
تتشظى في حلم العودة
يسقط شامخا
ترفع اﻷرض أيديها
تمسك راية العباس
بابا.....بابا
نادت أمها
قطع اﻻتصال أبي
أخذتها الغفوة
في سرير اﻷحلام
تلتحف اللقاء
موعده غدا
تحسبه عيدا
صوت زغاريد
وبكاء
فزت من حضن أبيها
كانت تحلم
قفزت.....ركضت
جاء أبي.....جاء أبي
ماما أين أبي
عاد على النعش هناك
في عرس ملكوتي
زفته الملائكة
صرخت زهراء
بابا.....بابا
خذني معك
لوحت بيديها
بالسلامة بابا
في أقرب وقت...عد
إني بانتظارك
أفرش مائدة الغداء
نأكل سويا
تمضغ لقمتي
ثم أمضغ لقمتك
بالسﻻمة بابا
بالسﻻمة بابا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق