أبحث عن موضوع

السبت، 6 يونيو 2015

قراءات في دفتر الجنون ....92 ( أجنحة السفن ).................. بقلم : عباس باني المالكي /// العراق





كانت كحلم سرق كل الأماني وغاب في جرح البعيد حيث تصير الأحلام كشظايا الدم على أجنحة السفن المغادرة إلى غضب البحر ....
يصير اللقاء كوجع الحنين الموزع على شجر الشرايين حيث يصير القلب مرجع إلى كل ما يأتي من المدن التي سكنت مرايا عيوني كمقاسات بؤبؤ الحنين للغائبين ...
هنا كان وهناك كنا لا شيء بقى سوى السراب يوزع غبار الصحراء في شهيقي ....
كيف أجتاز هذا العالم و الوصول إليها و الحدود لعنة والريح أبواب اختناق ....
أراقب المدى من ثقب الشواطئ التي أدمت القلب كثيرا فلا سفن تعود ولا القبطان عاد من التيه سوى مواويل المجهول وهمس تلامس روحينا في اختلاط ألوان الشجر ...
قد أمتزج دمنا المتوج بالمساحات الغافية ما بين كفينا وهي تنتظر خطانا كي تعبئ تاريخها من أقدامنا السائرة في دروب الأبد ....
الشتاء قادم دون موعد مع دفء الأضلاع ...
الشتاء قادم وقد ازدهرت مسافات تفرق مواقد الحنين على علامات انتهى حضورها في فصول الذاكرة ..
تسربت أشياؤنا في ظل موج أسرارنا وقد كشفت عناوين الوجود من خيط عشقنا
وبقى الشلال هناك عندما رافقنا إلى إسرار الحافات الحادة من الماء ...
مشينا بحدائق مزدهرة بظلال أقدام البحر حيث كانت الطرق تعبئ برائحة الموج القادم من أعماق المدينة التي تسكننا في الضفة الأخرى من ربيع الشواطئ حيث نتطلع إلى سماء عارية من تكور نهد الأرض التي ترضعنا بالتوحد دون نهاية عطشنا إلى بعضنا حتى و أن احتلت المسافات أقدامنا ...
حتى وأن غابت أصواتنا بضجيج الثعالب التي تسرق بساتين الأحلام من ذاكرة أيامنا المتفردة بالتمازج في أرواحنا ...
كانت الثعالب التي ترمينا بالقواميس السود من السحر في شعوذة نفوسهم الهاربة إلى أزيز الحسد حيث يحولون العشق إلى مهارات العداوة مع أننا لا نمتلك أي عداء لهم سوى صدقنا في التوحد في خطانا معا في أرواحنا التي تعبر كل ثقوب الأرض المارة بالتيه والتوقف عند شاخص النسيان الأبدي ...
يرمونا كي تضيع ملامحنا في حجر صراخهم المنتهي بالذبول عند أقدام الغايات الدفينة من توجعهم في أرواحهم بأنهم لم يعرفوا ما معنى العشق الخالد بعناوين الأبد ...
هكذا افترقنا دون قدرة النسيان ..
روحنا هناك خالدة وحتى وأن ذبلت الشجرة العجيبة القادمة من عمق التاريخ المتلبس
بثوب قراطيس كتب الأيام الزائلة من زمنها ...
روحنا هناك تناشدنا بالعودة لها وأن طالت أيام الفراق أو أبعدتننا حكايات الآخرين فنحن شريعة لا تملها المدن لأنها تبدل فصولها بأنفاسنا وتثبت تاريخها بمرور أقدامنا في دروبها وتكتب بهجتها بهمسنا ...
فنحن فيها صدق العشق في سفر صمت المدن في روايات التوبة بلعنتها في الكراهية والكذب ...
نحن شريعة جديدة في عالم يضج بعويل القطارات الذاهبة إلى المجهول دون هوية الحضور في نهارات الأبد ...
لكن افترقنا .. افترقنا ...افترقنا .......!!!!!!!!!!!
عسى أن نلتقي في مرايا الوجود الأخر من تصدع الأرض بالزوال من دهشة البحار .
افترقنا ...افترقنا ......؟؟؟؟؟؟
لتبقى حسرة سؤال عند أبواب الزمن دون جواب ..دون جواب ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق