هنالك على مسافة قطرة من الحياء جهز حقيبته. .!
وضع خصلة من ظفائر طفلته. ..
وعطر مسك من رداء أمه العجوز. ..
وضع بضع آلاف من الدنانير بجيب والده. .
قبل بشفتيه أقدام ولده الصغير وشم منحره. .
والتفت لها بعد أن مسح دمعته. .
وضع بيدها خاتمه
وخلع قلادة كان يلبسها من وجع بكليته. ..!
وقال لها وهو يبتسم. .
اتذكرين اول مرة التقينا. .وتهامسنا. .وتعاهدنا أن نكون معا. .
اليوم انا ذاهب إلى الجبهة من أجل أن نبقى معا. ..
سأكتب لك قصائد الحب من سواتر القتال. .
وساقول لك اني بحبك كما العراق. .و مثل بغداد. .!
أعلم انك تغارين علي من بغداد. ..!!
واعلم انك تخافين علي سابقاً من الحسد. .وحالياً من القتل. .!!
و أعلم انك تخشين إن انا مت أن تقتلين وانتي على قيد الحياة. .
انا اعلم كل شئ يا حبيبتي. .
أعلم انهم سيهدرون كرامة ابي في طابور التقاعد. .
واعلم انهم سيجرحون قلب امي عندما ينادون أين أم الشهيد؟
أعلم أن عيونهم ستطالك وانت زوجة لشهيد فقير مكرود. .!
و أعلم أن أطفالنا قد يمسحون رؤوسهم فيجرحون قلوبهم وكبريائهم. .!
أعلم انك تكرهين الأسود رغم انك ترتدينه لفقد ابيك واخيك. .!
قولي لاولادنا أن لم أعد ..ذهب ابوكم إلى الله مظلومآ لا باحثا عن حورية أو كأس خمر. .!!
امسكي امي عند الغروب ولا تجعليها تخرج عند الباب فترى شباب الحي فتذكرني فيجرحون قلبها. .!!
وارفعي صورتي من حائط الغرفة كي لا يفقد والدي بصره كلما رآني. .
وضعي يدك فوق رؤوس صغارنا كي لا يفتخر البعض بصورة يده فوق رؤوسهم. ..!!
ولا تسمحي أن يكتبوا على قبري تاريخ الاستشهاد فأنا منذ ثلاثين عاماً شهيد. .!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق