كان يوزع قلبه بدفء وهو يقرأ قصيدته ويغازل وجدها عبر الفاعل والمفعول واسم الزمان والمكان فيصير الدرس على شفتي (حنان) ابتهالا روحيا تتغنى به احلامه لابتسامة شفتيها الطريتين المحروستين برموش تسهر على شواطيء التامل..
ـ في الدرس الاول.. كانت محطة اللقاء اغنية (اهلا استاذ تفضل..وتبتسم...
ـ الدرس الثاني.. كان القلب ينبض والشفاه تغازل حروفها ووجه مراهق حالم..
في الدرس الثالث..تفترق الشفاه وتنتحر الاغاني فتحترق العيون بدموعها..
وتبدأ انهار الرحلة زاحفة تحت ظلال الحزن لاحتضان عربة الزمن المتعفن هذا..وتمر الايام بحرقة الشوق تذوب ويظل الحلم انيس الروح الذي يسافر بعيدا صوب خيالها وهو يغوص في عوالم الذكرى التي تدغدغ الذاكرة..
فيعاشر وجده عوالم التواصل الاجتماعي حالما بطيفها عسى ان يكون زائرا..
ومع اطلالة الفجر الاولى ترآى له خيالها عبر صورة تحمل الحنان المرتقب فيردد سبحان الله..انها هي اسم على مسمى..فيدخل حجرتها من ثقب الباب صديقا..يرتقي بشكه صوب محطته الاولى تلك..مرددا..حنان..أم بان..انهما وجهان لعملة واحدة زخرفت تشكيلاتها انامل سوريان على جسد التقاطعات الخطية الحامل وسامته هدفا..
وتبدأ السباحة من الشاطيء الاخير..اذ تخاطبه..
ـ من انت..ولماذا دخلت عوالمي المتعبة من دخان السنين والايام ..يا استاذ..
ـ آه..من نقطة الانطلاق كان الهاجس يكشف عن نفسه..انها هي..لاني ظننتك انت ......فدخلت عليك يامن دغدغتي هواجسي على صفحات قواعد اللغة العربية والقصائد تلك اللحظة..
ـ وهل انت تنتمي لسيبويه والفراهيدي..
ـ نعم سيدتي..والمتنبي وابن طفيل..
ـ آه..تذكرتك حين غازلت وجد اختي الراهبة(بان) وكنت ندى..
وها انت تقترب من (حنان) الحالمة الاخرى لتغني اغنيتك الفيروزية القديمة(دخلك ياطير الوروار...خبرني بحالو شو صار..)
ـ آه حنان..تعالي بالذكريات المكتظة في الذاكرة..لان الغربة اكلت منا الاخضر واليابس حتى صرنا محطات يائسة لا تعرف السكون والاستقرار..
ـ لقد اجتزت المسافات(استاذي)وحققت حلمي الذي بنيته بخمس سنين عاشرت فيها عذاب اللحظة من اجله لكنه غاب..وها انا ارتمي بين احضانك لايام خلت..لانك حبي الاول الذي حققه المتنبي بقوله..
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول
ودارت الايام..وها هو عالم التواصل الاجتماعي يحقق حلمي الاول..فارتميت بين ساعديك وانا اصيح ..
استاذي...استاذي...استاذي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق