ارتشفنا همسنا لعله يعيد صحونا من أحادث الصعود إلى القمم ..
وانتظرنا المركب لكي يعود بنا إلى المدن المزدحمة بأحلام المغادرين من جزيرة الوقت ..
كي يودعوا الجزر الباقيات في اجترار الحلم عند نهوض البحر وقت مغادرة السفن إلى القارات مررنا على جميع الجزر نلوح لها بأكف سقاها الحلم علامة التوديع إلى الغابات حين يغفو ماء المطر في كهوف الغيم ...
عدنا نمسك شواطئ المدينة لندخل في زحام شوارعها عبر حاضرنا ..
فقد امتلكنا زمن أكبر من الزمن لأننا دعمنا حلمنا بأحلام الجزر النقية وهدوء البحر عندما لا يعاند القمر في مده وجزره ...
لتبقى الشواطئ ممالك النوارس وبيوتها وقت العاصفة عند رحيل الشمس إلى الطرف الأخر من أفق الأرض ليفتح سماء القمر كي يهب لونه إلى قمح العصافير في مساء الأشجار الواقفة في الشوارع المؤدية إلى الانتظار عند أبواب المطارات .....
عدنا... لعلنا نرجع يوما ونكتب رسائل البوح إلى البحر في تقاويم عشقه عند همس القارات وقبل أن تتفرق الأرض عن مسارات القمر ويلقي حنينه في سلة الغروب الطويل ....
عدنا كي نعلق مرايا ذاكرتنا على الموج ونكتب حروف البحار على كفينا ونغيب فوق نقطة انتمائنا فوق غيم الأبد...
لنمطر في دفاتر جنوننا همس السماء بزرقتها ....
نرسم عمرنا في محراب سجدتنا في تواشيح الأبد ....
فقد عثرنا على عشبة جلجامش قبل أن يسرقها البئر ونثرناها على دروبنا قبل أن يأتي السحر من ثقوب في جدار الحسد ...
فقد تعلمنا لغة البحر حين يعصي الماء أسفاره في الغيم ...
تعلمنا كيف نرمي بؤبؤ الأبد بدمعة فراقنا الأبدي على سواحل الزمن الأخير من اللوعة
وقبل أن تلتفت النوارس إلينا حين تقتنص أجنحتها مساءات ماء الأحزان ....
وندخل مدن عامرة بأشجار الأبد نوزع أحلامنا في بريد الموج العابر إلى القارات من ثقب المجهول ....
ندخن لفيفه أصابع المدى نرميها بدخان شهقتنا الأخيرة من وجع الأحلام التي انتهت ونهرب إلى أضلاعنا كنزيف لا ينقطع عن الضياع ...
ونفترق ....ونفترق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق