أبحث عن موضوع

السبت، 7 مارس 2015

قراءات في دفتر الجنون ....56 ( نافذة السمع )...................... بقلم : عباس باني المالكي /// العراق





أبحث عن أرقام الوجود على الأرض ..
لا تغير السماء زرقتها حين يجهض البحر عذابات السفن الغارقة بالمجهول ...
أبحث عن هواتف الأرض وهي معطلة عن ذاكرة الزمان ....
أبحث عن من غيرت أرقام نبضها وكانت تتبعني كالظل أينما أكون ...
أتمنى أن أسمع صوتها وأن جاء مع الغيم ينقر على زجاج نافذة سمعي ...
قد أتعبني هذا الزمان لأني أبحث عن هواتف غير قابلة للتغير ...
وجنوني أني أكثر صحوا في زمن تفخخ بمشاعر لمواعيد لا تأتي إلا من ثقب يخرج من جدار الحواس ويبقى معلق دون أمل الوصول إلى الرقم الحقيقي للسرير المطر في وحشة الغابات ..
يقف الزمن في دروب العرض والطول بلا تأشيرة للدخول إلى بلد دون تغير هواتفهم ...
نحن نعيش في عصر مطحون الفؤاد باحتراق رماد الصحو حين تأتي النار الأخيرة من فراديس العصافير ..
قد ننفق حياتنا دون أن نعيشها لأننا أصبحنا في دفتر الغيب القريب ...
نغسل روحنا في حافة الموج الذي يجالسنا وقت الغروب ..
يأتي العمر بلا عشق مجنون ينقذنا من جنون الصحو على مفرق قطارات الأتي
دون هوية الأرقام المتغيرة في الحواس ...
أنا ضيعت وجهي في زحمة المطارات التي ترتقي فوق تنفس الهواء الممزوج بالغيم
أبحث عنه ..
ابحث في مرايا عابري السبيل باتجاه نقطة هوس البحر وقت ازدحامه على صخرة الرب
أنتزع وجهي من المرايا وأعبر الشوارع دون انعكاس الضوء على عيون المكان ...
أعبر إلى زمن الضياع و أبقى أسكن حدقة التيه ....
كي لا تراني العيون أني ضيعت مطري بغيوم لا تأتي من نافذة صوتها في الغياب
وأغيب ...أغيب على غيمة صيف الجنون ...أغيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق