قوله عز من قائل :
((فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ))سبأ 14
في أحد الأيام وفي لحظات اقتنصها من زمن حراكه الذي لا يهدأ .. من حروب وإدارة وفصل بين العباد ومهامه كنبي وحاكم لكل المخلوقات ..أراد لتلك اللحظات أن تكون لحظات تأمل لملكه العظيم ذلك الملك الذي كان نموذجا لعطاء الله غير المحدود وخوله التصرف فيه بصلاحيات مطلقة ..
في تلك اللحظات يقتحم تلك الخلوة شاب جميل الهيئة ..
فيسأله نبي الله من أنت ؟
كيف دخلت ؟
من الذي سمح لك ؟
ويعرفه بهويته فالشاب حسن الوجه لم يكن غير ملك الموت (عليه السلام ) وقد جاء قابضا ..
وتصبح كل الأسئلة التي سألها نبي الله لا داعي لها ..
فهو الزائر الوحيد الذي يدخل على من يشاء ؟
ساعة يشاء وبالطريقة التي يشاء طبيعة مهمته هكذا ؟
فيقبض نبي الله وهو متكأ على عصاه لم يمهله ضيفه الكريم حتى تغيير مكانه ..
لقد قبض في اليوم الذي أحس به بانشراح في صدره فأراد أن يصفو له بلا منغص..
قبض في اليوم الذي يفترض أنه سيكون يوم راحته وصفاءه سروره ..
ليترك لنا حكمة ورسالة تقول ..
إن اليوم الذي تظن أن يصفو لك فيه العيش في هذه الدنيا لم يخلق بعد .. ولو كنت سليمان الذي أوتي من الملك مالم يؤت أحد من العالمين ..
برسالة واضحة تلخص فلسفة الوجود أن الدنيا إن لم تفارقها فارقتك فهي ليست قدرنا وهي محطة وإن كانت مثل ملك سليمان .. سليمان الذي لم يكن بها غير عابر سبيل اجتازها الى دار البقاء.. والخلود .
رزقنا الله واياكم حسن العاقبة
جواد الحجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق