أبحث عن موضوع

الاثنين، 2 فبراير 2015

المساء الأخير من الفردوس .................. بقلم : عباس باني المالكي /// العراق




يأتي المساء كغيبة الحلم عن الذاكرة
يأتي البحر كالعطش المر في بطن الحوت
وتأتين أنت ...لاشيء بعدك يأتي
يبعثرني
حلمي ..
عطشي..
ذاكرتي ..
أبقى منتميا إلى أهدابك كوجع أيوب خارج الجسد
معلقا ما بين جرحي وهمس الانتماء كحلم يوسف حين رأى أعوام الجفاف
راميا طيور التحليق فوق رأسي ...بعيدا عن نبيذ الجوع
أجمع نثاري من ركام احتراقي ..أرميه إلى البحر وأتعلم السجدة الأخيرة من بوذا
أتحكم بمسار متاهة الخيول التي تجحد أنفاسي عند مغاليق رئة الغياب
أحمل همي كعلامة وهمي لأمل لم يعد يهوى قاني حلمي
فأنا لا أبحث عن شبابيك واطئة النزوح إلى القمر
ولا عن ضفاف تنهدم بعد شحوب أصابعك في يدي
ولا يسكنني حوذي عربات الشواطئ المغرورة بغزارة الموج الذابل على شواطئها
سأترك يدي في مقاهي الدخان بلا لفافة احتراقي وأغادر دونها كالعائدين من الحروب
لا تلويح إلى مدن يمرون بها سوى أنهم يلوذون بظلهم عند طقوس أول المغيب في جرحهم
قد علمتني مسافات الصيف أن النجوم التي تحترق كثيرا
تبتكر فردوسا أخر من الجحيم حين يحترق القمر بعود ثقاب
علمتني عدم امتلاك الخيول دون صهيلها..فأسقط بحفرة ذاكرتي دون صوت
تستطيل همومي كلاعب السيرك عندما يغادر جسده الحبل الأخير من توكؤ ظله على النهار
أصرخ في ثقوب روحك كصوت كمنجة ملت صوت جرحي في مداك
أدير ظهري لظلال أنفاسك وأجمع عطرك لأعراس قوافل نزفي
في مساءات طابت المقام بغيابك
أذود عن دمعي بنوارس غيومك كي لا يغرق يقيني في قطرة انتحارك في الشرك بعشقي
وتهاجر كل الفراديس إلى الجحيم في مساء الغموض
كنا نقسم يومنا على أصواتنا إلى حد ترقيم المدى بين أصابعنا
كنا نقيم الهمس على مأدبة النجوم المتساقطة في الخلود
سأهجر صمتي قبل أن يترمل فمي من الكلمات
لأغسل روحي بطعم فاكهة الفردوس قبل أن يعود إليها آدم من حرائق الأرض
وأصرخ في كل الأكوان ...كلها أني أعشقك بمجرات دمي
حتى صار أسمي مفردة من تاريخ عينيك في قواميس روحي
تعالي واتركي الزمن الأخير من العطش
فهناك ألف نبع ماء يجري حين يمر كفك على جسدي
فقط تعالي كي نعيد مواسم حصاد الأثمار التي أينعت في حصار كفي
تعالي كي نرمي المدى بالبرتقال والزيتون
ونعيد مجد دروب فردوسنا الأول من القمر قبل أن تنغلق أبواب قيامة القارات
وأبقى أعزلا من البحر دون الماء كالطفل الوحيد يجهل أسماء الموج
تعالي ..تعالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق