أبحث عن موضوع

الاثنين، 17 سبتمبر 2018

نزوة ............................... بقلم : سامية خليفة / لبنان




نزوة أوعزَتْ لرقّاصِ السّاعةِ اللّاهِثِ أن يغيِّرَ نبضاتِهِ ،لحظة الغروبِ مالَتْ فأشرقتِ الشَّمسُ! منْ يَعصمُ الحروفَ عن إشعالِ دفئِها لحظةَ تشاءُ؟ من يمنعُ آذان الجدران حينَ تنسابُ الحروف من الشفاه في هذيان أن تشتاق لوشوشاتِها؟نزوة حروف انحرفتْ بوصلَتُها باتجاهِ الشَّمسِ فاحترقتِ الاتجاهاتُ أضاعتْ وجهةَ الأقنعةِ تغلغَلَتْ داخلَ الذّاتِ ،وجدَتْ نفسَها التائهةَ يومَ تخلَّتْ عنِ الحقيقة واستسلمَتْ للنَّزقِ .عادتْ تستفقِدُ المعاني في حصالةٍ اتَّسعَتْ لأحلامِها خبأتْها لغدراتِ الزَّمانِ،حروفٌ أجنَّةٌ تراقصَتْ على أشرعةِ قدموسَ وهجها اكتسح الخمائل هلَّلَ لها الأفق فأينَ نورُها اليومَ ؟ اليوم غرَّرَتْ بالحقيقةِ في مواربةٍ وأدَتْ أصواتَ الفقراء وعدتْ في مواعظَ على المنابرِ أخلفتْ في بنودٍ منْ أوهامٍ وها هي تمطرُ مطراً غزيراً سابقَ دمعَ الثّكالى في الانهمارِ ،حروفٌ كُتِبَتْ في قصيدٍ عن مشاةٍ حفاةٍ يمشونَ في قلقٍ وهم سادِرونَ عابِرونَ للطُّرقِ بِلا وُجهاتٍ أحبطَهُم وادي العبوديَّةِ استعبدَتْهُم سلاسلُ الانجذابِ في دركاتِ جحيمٍ أسودَ. أينَ وهجُ الحروفِ أينَ الفكرُ التحرري يذيبُ السَّلاسِلَ؟ أهي نزوةُ حروفٍ اقتَلعَتْ من بحرِ الدّيوانِ لآلئَ الكلماتِ أبادتْ مملكةَ الحبِّ العذريِّ والإباحيِّ في القصائدِ؟!أينَ الحروفُ المنصهرةُ في تماثيلِ عشقٍ أتراها الأوراقُ تحلمُ بلملمةِ شتاتِها تعودَ ُإلى منبتها الشجرة بعدما خدعتْها الحروف في نزوة وخرجَتْ من إطارِها تسبحُ في كلِّ الأمكنةِ

تخلَّتْ عن وطنِها الدّيوانِ وفي نزوةٍ أصبحتْ بِلا وطنٍ ثارتْ ذاتَ يومٍ بِلا قائدٍ ،انطفأتْ بيدِها المشاعلُ .ها هي منزويةٌ محبطة تتدفَّأُ من صقيعِ نزوةٍ بأخشابِ كوخٍ يحترِقُ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق