أبحث عن موضوع

الاثنين، 4 سبتمبر 2017

بارجة حب / قصة قصيرة ..................... بقلم : وسام السقا // العراق




حل الليل وأنا وحدي في الدار، همس الوحدة يحدثني ويقلب صفحات ذاكرتي، اتجادل مع نفسي، واغير قنوات التلفاز لعل شيئاً ما يرضيني، لأوهم وحدتي بأنني سعيد بها. دوى انفجار هائل واهتزاز البيت كسعفة نخل، تملكني الرعب ودخل الخوف قلبي وكياني، قلت يا ستار .. لعله زلزال! خرجت الى الطريق مسرعا، ذهلت لِما رأيت .. نيزك بلوري!! بتشكيلة رائعة من الألوان البهية، ما الحكاية؟ وما هذا الشيء العجيب؟ وكيف تدحرج واغلق الطريق!! اسئلة تضاربت في ذهني وتلاطمت، فجأة تكور ذلك الشيء، وتغيرت هيئته، فأصبح بقدرة قادر، فتاة من زمن الأساطير، بين رقة وجمال فينوس، ورشاقة فارس مغوار، الوجه باسم والعينان بارجة حربية، مرعبة مدججة بسيوف وأسلحة نارية، الوجه يقول أنها ساحرة قلوب، والهيئة تقول مقاتلة عنيفة، وأنا اقول حورية انفلتت من الجنة، لماذا تركت عيون الشباب الملتهبة حباً، وقلوب الربيع المفعمة بالعشق، والاجسام الفارعة مفتولة عضلات .. وجاءت تطرق بابي، وقصدتني أنا وليس غيري .. بهجوم سريع ومباغت حطمت جدران السبات والوحدة، اغشت العيون بباقات زهور، وكتمت الانفاس بقُبل من شفاه الرطب، لحظات من الموت والسكون ضاع كل شيء، صَحت عيناي من قعقعة الهجوم، لملم الفكر مخاوفه وتضاربت تساؤلاته، هل كان هذا الهجوم حقداً؟ أو ربما غرور من فتاة متعالية؟ أو قد يكون استبداد وقوة مطلقة؟ أو مباراة وحرب تحدً بين الفتيات؟ أسئلة وأسئلة. فهل هكذا يتم احتلال جزر العشق ومدن الحب والجمال؟. احتدمت المواجهات ازدادت صلابة، قذائف القبل لم تمنعها، ولا لمسات إحساس الأصابع، ولا سخونة الأحضان. شرسة شرهة حطمت دفاعاتي حتى جردتني منها، فلم أتوقع شرورها وجنونها رمتني في مملكتها بعد أن وضعت تاج الأمراء على راسي، أحسست أن هذا كان جزء من احلامي وطموحاتي. وضعتني تحت طائلة الخوف في صورة مرعبة، لكن الواقع كسر تلك المرأة المزيفة، لأجدها بين أحضاني جوهرة نقية، وثورة حب صامتة، وجزيرة عشق و شريكة حياة، وأحلام واقع وهناء عيش وطيب معشر وخلية عسل في جنة حب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق