أبحث عن موضوع

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

حلم عيد ....................... بقلم : مكي محمد علي // العراق




أريدُ العيدَ ذاك
حيث نتفحّص ثيابنا
آناء الليل
لنطمئن عليها ..
مترقبين طلوع النور
ونحن نسابق الصباح ..
نستحثه على فتح أبوابه
خجلين أحيانا
من خطواتنا الأولى
بكل ما أوتينا من أناقة
ليس لنا بها عهد
طوال العام ..
مثل عصافير تتهيأ
لمغادرة أقفاصها
أول مرة ..
أريد نكهة الطريق
الى ( الدواليب)
بعد تناول افطار العيد
على الطريق
تتهافت علية أمةٌ من الناس
بشتى مذاهبها ..
أريد (عيديةَ) أمي
التي أقبضها
مبللة بورد بسمتها
وهي تتأمل قامتي
المشغولة بالفرح ..
أفلت من يديها
حين تصلني
جَلَبةُ الصِبْية قريباً من باب البيت ..
أريد ( الدواليب)
نتجمهر حولها
ليأتي دورنا
فنفرد أجنحتنا كي نطير ..
أريد أن أتنفس لحظات غرورنا
ونحن نتباهى أمام الصبيات ب (شياكتنا)..
أريد رائحة أكلات الباعة
المندسين بين الاراجيح
بأياديهم الخفيفة
يلبّون طلبنا لنواصل
طقوس فرحنا الفريد ..
أريد جيوب بنطالي
الممتلئ بالنقود الحديدية
أتقصد في مشيتي
أن أجعل من ( خرخشتها)
موسيقى أترنّح طرباً
على وقعها..
هائماً مثل أمير ..
أريد وجوه الكبار
المتعبة بثقل العيش
تنسى صبيحة العيد
كل ما ينتابها
لتمطرنا بتهاليل قسماتها
وهي تنفحنا بالنقود
فينفتح علينا الطريق
وتظل نظراتها تلاحقنا حتى نختفي ..
أريد الأبواب المفتوحة
دون أن ترتاب من أحد
نلجها بأطراف كاملة
لم تطمع بها سيارات مفخخة ..
أريد طفولتي
نقية
من التشوّه الطارئ
لأرواحنا ..
تتمازج ضحكاتنا
بلا فارق للون أو طائفة ..
أريد أن أشمَّ
نكهةَ الغبار الذي
لم تمازجه رائحة بارود ..
الغبار الذي يناكد أحذيتنا اللامعة
فننحني كي نمسحها بأيدينا
فلايهم أن تتسخ لتظل هي لامعة ..
أريد أحداً أن يدلني
على الدرب المؤدي الى كرنفال فرحي في المدينة
دون أن أشهد ازدحام حيطانه باللافتات السود ..
دون أن أشهد اكتظاظ
صورٍ تعلوها شرائط مطعونة بالوجع ..
أريد سمائي
صافية بلا تقافز ( نجوم) سياسيين زائفة ..
أريد أن أفر الى ذاكرتي
دون أن تعترضني عبوة ناسفة
فتقطع خيوط التذكر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق