♥♥♥♥♥
كثيراً ما حاولتُ الابتعادَ عن السياسة، فلا طاقةَ لي بما يفعله أهلها، محاولاً، قَدْرَ استطاعتي، علاجَ نفسي، ومن أُحِب ... بالحُـب، الذي يسمو بالإنسان إلى عالمٍ ملائكي، لا مكانَ فيه إلا للصفح والتسامح، وكل ما يقرِّبني من الله، ومِـن كل مَنْ وما حولي.
♥♥♥♥♥
ولأن السياسة، لغةً، مِنْ ساس يسوس، مثل قادَ يقود، أو سادَ يسود، فإن المشكلةَ تكمنُ في كيف يسوس، أو يسود، أو يقود، وعدم حصرها في مَن يُساس أو يُقاد، بحجةِ أن الناسَ على دين ملوكِهم، وإلا فإن ملوكَهم على أي دين؟!
♥♥♥♥♥
فهل الحُب سياسة، أم أن السياسةَ حُب؟!
الحُب سياسة، بحاجة إلى إحساسِ القلب وعملِ الجوارح، فحُبٌ بلا سلوك، لا قيمةَ له، وكما أن الحبيبَ بحاجةٍ إلى إمكاناتٍ لإنجاح حُبه، فإن الحُـبَّ وحده في السياسة لا يكفي، والاثنان بحاجةٍ إلى أعمال، تكونُ ذِكراً في الدنيا، وذِكرى.. بعد طول عُمر وحُسن عمل.
♥♥♥♥♥
الحب وحده لا يبني بيتاً، لأنه بحاجة إلى ما يضمنُ حياةً كريمةً للأسرة، كلبنةٍ أولى في المجتمع، فالدولة، فالوطن، فالأمة، فالعالم، وأُسوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، رضوان الله عليهم، الذين تعبَّدوا وتاجروا، وباعوا واشتروا، وضحوا بالمال والولد، وكانت الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، لذلك ساسوا وقادوا وسادوا، وعلَّموا العالم.
♥♥♥♥♥
ولأن الإنسانَ يحيا بالمادةِ والروح، فإن البناء الحضاري للأمم، يعتمدُ على الإنسان، الذي يعمل ويشعر، يحب ويأخذ بأسباب التقدم، فكم من بيوتٍ هُدمت، لاعتمادها فقط على الحُب، وكم من حضاراتٍ زالت، لأنها قامت على شعارات لا تُسمنُ ولا تُغني من جوع...!
♥♥♥♥♥
حُب السياسةِ لا يكفي للكلام فيها، أو العمل بها، وكذلك سياسة الحُبِّ لا تؤكل، وحدها، خُبــزاً، ولا تبني مستقبلاً، ولا تربي جيلاً، ولا تحققُ نهضةً للفرد ولا المجتمع، ولابد من ترك كلِّ مهنةٍ لأهلِ ذِكرها.. بدلاً من هذه المتاهة ... بين حُبِّ السياسة وسياسةِ الحُب ...!
♥♥♥♥♥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق