انت خطوتي الأولى ... وبلا أدنى شك ستكون الأخيرة ، كونك معبرا لكل مايرنو اليه البصر ، وإنك أرضي الخصبة وسماء حروفي الرشيقة ، ومرتع اسراري وانطلاقتي الى العالم ، فمنذ ان تنفست نبض الكون هذا شعرت بك حلما يتدفق شلاله الغزير بالجمال الأخاذ في كل مسامة من
عروقي ، وشغفا سلسا ينمو في القلب مع كل لحظة تمر
ظل في كل لقاء معها يجد نفسه مثار انتباه وتساؤلات الكثير ممن يراهم صدفة اوعنوة في الطريق ، كان يجهل حقيقة ما تضمره تلك النظرات وهو يواصل السيرجنبا الى الجنب مع الفتاة هذه ، ان كانت تثير الحسد ام هي نظرات تحذير وشكوك !! ، لكنه حرص على ان يقرأها شجنا مثيرا ورقيقا في عيونهم ، ولا يعلم ان كان مصيبا في رأيه ام لا ..؟ ، كما هو حاله الان وهو يردد العبارات ذاتها فيما كان يتأبط ذراعها وهي تسير الى جواره صوب ذلك المرتفع الشاهق ، وعند اجتياز اولى خطواتهما سفحه الصخري قالت معقبة عليه بعد صمت طويل
- مادمت هكذا سأبقى خيمتك الجميلة ، لكي
تستظل بها طوال حياتك
- وانا سأكون ملبيا لكل رغباتك !
واثناء تواصلهما في السير لم يتوقفا لحظة عن الحركة وبطريقة رشيقة ، تارة يهرولان بطريقة مفعمة بالضحك ، وتارة يرقصان ، وعند إدراكهما التعب يستلقي هو على الفور في أية فسحة يجدها متاحة ، فتسارع هي بالاستلقاء الى جانبه أو تضع رأسها على صدره تاركة خصلات شعرها
تنساب بهدوء على وجهه ، ويستمران في الصعود حتى بلغا قمة المرتفع الصخري بعد جهد شاق ، وعلى اطلالة تمتد الى الى الارض على نحو شاقولي من دون يرى ثمة سفح او منحدر وقفت هي ثم قالت تمزح بمرح
- وكيف تثبت حبك لي
إرضاء لنزوتها وقف على مقربة من حافة المرتفع الصخري الشاقولي ، ثم قال بتحد
- ان كان سقوطي يثبت مدى حبي وتضحيتي
سأفعل
قاطعته بلهجة سريعة
- سالقي بنفسي معك
ولم يمضيا سوى ساعة ونصف ثم عاودا النزول الى الارض وهما في ذروة المرح والحب
وبعد أيام اراد هو ان يثبت حقيقة صدق ارتباطه بها قبل ان يقترنا معا رسميا وفقا للحالة المتداولة ، ولكي يؤكد ان حبه لها لم يكن محض نزوة كما يعتقد بعض اصدقاءه ، انما هاجس متجذر في كل جزء منه ، ويلاحقه طوال الوقت حين فاجئها وهي تنتظره كما في كل مرة تحت مظلة انتظار سيارات الاجرة ،
- سأثبت لك حجم حبي لك
- كيف ؟
اخرج من جوف حقييته الصغيرة بضعة أوراق ، ثم قال بمرح
- انظري ياحبيبتي
- ما هذا ؟
- انه مهرك ! اليس هذا ماوعدتك به ، سيارة
وباحدث موديل ، لقد دونتها بأسمك ، ولقد
جمعت كل مدخراتي لأوكد لك ماعاهدتك به
من فرط فرحها قفزت رقصا وسط الشارع دون ان تكترث لأنظار السابلة ، وفي محاولة لجس نبض ماقاله
- لكننا لم نعلن خطوبتنا رسميا !!
- لاعليك
في الحال دس جسده داخل السيارة قبالة المقود بينما هي تجلس الى جواره ونطلق بها مسرعا
وفي الأيام اللاحقة حاول الاتصال بها عبر جهازه المحمول لكن سرعان ماتأتيه نبرة غلق جهازها ، وفي محاولة أخرى لفرز الشك من اليقين بادر بفتح جهاز النت من خلال اللابتوب وباشر بالاتصال بها على صفحته وجدها قد حضرت
من قبلها ، غير أنه كالعادة لم يسيئ الظن بها البته ، ولأثبات صدق تكهناته هرع مسرعا الى بيت حبيبته ، للوهلة ضغط على جرس الياب لمرات عدة دون جدوى ،ثم صعق بشكل جعله مخذولا ومضطربا حين صدم بقفل ضخم في سلسلة جديدية عقد اطرافها حول طرفي الباب العلوي ، إستغرب مما رأه ، وقبل ان يغادر تناهي له ثمة صوت يهمس بهدوء
- كما يبدو تبحث عن الفتاة
- بلى
- لقد غادرت مع اسرتها بعد ان عرضوا كل
ممتلكاتهم للبيع بما فيها سيارتها
غادر والحزن يغمره لدرجة افقده صوابه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق