انتظرتك نصف سبعين عاما وتدحرجت أنا في هياكل الزمن المنحوت من الأيام على كف انتظاري يسقيني بالموعد مع ركضة الهواء في شهيقي , أبني نبوءة أحلامي خارج زمن العرافين فيومي يبشر غدي أني سأراك حتى صارت الأيام قيد وحشتي و إنصاتي إلى أذن الهواء لعلي أسمع صوتك ...لعلي أشم عطرك ...
ومضت الأيام لا تاريخ لها سوى عمري يسير إلى المجهول كأنه لا يعرف أين أسكن أنا في هوامش الزمن المنقوع بالانتظار والوجع الرحيم ....
كنت أراك كأنك ضمن سرب حمام أصابعي و كنت أراك كأنك أنا ...
أفتش المرايا عن وجهي الذي لم يعد يعرفني ولم أعد أرى فيه نضارة الحياة التي سقطت في أوجع الأسماء حين أنسى أسمي ...
فلا أعلم كيف تجمع حروف أسمك وكأن اللغة لا تاريخ لها في النطق إلا إذا مرت على نداء القلب إليك ...
كنت أسابق غدي على يومي لعلي أرى وجهك الممدود بين توجر أضلاعي وكأن الدفء لم يعد موجود خارج دربي إليك ...
دعيني الآن أصمت كي أسمع خرير الزمن على أبواب روحي ..
دعيني أنقش عمري قبل أن أغيب وقبل أن تخبرني الأفلاك أني لا أستطيع أن أسمع صوتك ...
دعيني يا سيدتي فلم يعد لي صبرا وقد سبقت الصبر في عمر أيوب في جرح الغياب ...
كان يراودني على عشقي إليك ذلك السؤال ( هل أنا خلقت من أجل الانتظار ) أم أن عين الأقدار لا ترى إلا خواء أضلاعي في برية الأحلام أم أنا أصبحت صديق السراب و أن الماء ما عاد يجمع الأنهار في كف البياض حين تعمرها أنفاسك الصامتة في المدى ...
أخاف أن يأتي المساء وعيني سرقها صقر نهار انتظاري وذهب بها إلى حافات الطريق إليك ...
علميني أنا لم أعد أعرف أن أحسب عدد أصابع السنين على أبواب انتظاري إليك ولم أعد أعرف هل الزمان هو طاقية اجتذاب الحنين إلى ملامح وجهي حين يرحل إليك دون سؤال..
أم أن الانتظار لم يعد انتظار سوى التوقف عند أبواب الريح أعد دقائق الغبار إليك وأنا متخم بحلمي إليك بأن أراك غدا وانتظرت كل غد في الأيام ...
تقولين أضعف حيت يمتد صوتك وأنا لم أعد أسمع إلا صوتك خارج إيقاع الأصوات وكأن صوتك هو صوت السماء في أسماع روحي ...
خذي كل ما بقى لدي وهي أضلاع الخاوية وبقايا لغة لم أعد أحتاجها في زمن الصمت ..
قد يطول انتظاري ولا أسمع سوى صوت التراب حين أغادر زمن الأشجار إلى التيه .. سأنتظر قبل أن يأتي المساء وبعدها تسقط الأفلاك ولا تبقى إلا وحشة الطريق وأنا في حضنها بغير عنوان ....!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق