أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

قصص قصيرة جداً ......................... بقلم : جعفر صادق المكصوصي /// العراق


1
قناع
ابتدأ كلامه ببيت ِ شعرٍ للمتنبي إذا غامرت في شرفٍ مرومِ فلا تقنع بما دون النجومِ ،كرر نهايته عدة مرات للتوكيد ، ما قيمة الإنسان بلا شرف؟ وكيف يسمح إنسان لنفسه أن يعيش دونما شرف، نهر أحد الطلاب بشدةٍ ،حين سأله عن الظروف التي تجبر الناس على الأنحراف عن مبادئ الشرف ، بكى كثيرا وهو يسرد حال المجتمع ،وما آل أليه من تراجع بقيم الشرف ،عيون الطلاب متجمدة نحوه ،وكأن قوة مغناطيسية تجذبهم إليه، كيف لا وهو يحاضر بحماسة ،ويستدل بأقوى الحجج ،كل من يعرفه ينعته بالأستاذ الفاضل ، نعم هكذا يعرفه الجميع.
دخل المقهى المغلق ،وصل المهندس المشرف على إنشاء مختبر الكلية الجديد ،دس في جيبه الظرف ،ابتسم ابتسامة مشوهة ،سقطت الصورة من على الجدار.
2
وجوه
دخلتْ النادي متبخترة كمحارب عاد منتصراً، ألقت التحية على الحضور بأطراف أناملها ،جلست بدأت حديثها عن آخر مقتنياتها من المجوهرات ،
وأثاث البيت الذي جددته مؤخرا ... تحدثت عن السعادة الزوجية وأسرار نجاحها صمتت برهة وتنهدت ، قالت الإنسان صانع سعادته ،كلما أدرك قيمة نفسه وقيمة الآخرين نجح في رسم طريق السعادة ،طلبت شايها المميز بطعم النعناع ،تناولته ...غادرت وصلت البيت، خلعت مجوهراتها المقلدة أنهت يومها بصراخ مع زوجها .
3
بياع المشاعر
حبيبتي أنتِ هبة السماء لي ، من بياضكِ أشتق القمرُ لونه، العصافير تزقزق باسمك ، الشمس تغار من نورك ،سأودعك وأترك قلبي رهيناً تحت أضلعك.
تتسابق دقات قلبه مع نظرات عينيه إلى الساعة، أبتسم بوجهها ابتسامة مشرقة ،حبيبتي ماذا فعلت كي يكافئني الله بكِ حبيبة ،من سمار جبينك اشتقت الأرض سمارها ،الفراشات تبتهج لحضورك و.............
دخلت عليه عابسة الوجه مكفهرة مزمجرة ،وتقول بصوتٍ عالٍ :
- من باعت شبابها لكَ ،أولى بأحاديث الغزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق