لا بأس أن تحزَن....
فبعضُ الحزنِ...
على ما قد قطّعَ
من شرايينك
عبادةٌ.....
صلاةٌ....
على أديمٍ من دماء....
لا بأس أن تتوضّأ...
بقطراتٍ من جبينكِ الأسمر...
أو تتيمّمَ...
بما تبقى من جسدِ أبنائك...
لا بأس أن تعلّم
رجولتك البكاء...
لا على الترابِ...
لا على الطيرِ....
لا على الأمواتِ....
لا على الأحياء...
تعلّم أن تبكيَ المغيبَ...
أن تبكي ذاتكَ
التي ضعُفَت أمامَ الحقدِ...
أمام الكرهِ....
أمام الرذيلةِ البكماء....
تلك التي تأطّرت
عند حدودِ ذهنك....
في العلاقاتِ الجنسية...
التي يحكمُها
كيدُ حواء....
لا بأس....
أن تمارسَ فنّ الجنونِ...
أن ترقصَ في الحاناتِ....
عند حدودِ الرغبةِ الحمراء...
وأن تكونَ مولعاً بالنومِ...
في أحضانِ النساء....
لا بأس أن تكون
عاشقاً للوطنِ....
للعلمِ.....
للمعرفةِ....
للدينِ....
للرسلِ والأنبياء....
كن عاشقا كما شئتَ....
ولِمَن شئتَ.....
حاورني....
ناقشني....
خالفني...
اعتزلني...
لكن....
لا تكفّرني...
لا تنجّسني....
لا تناصبني العداء...
كن من تكن....
من أي جنسٍ...
من أيّ عرقٍ....
من أي دينٍ....
من أي بلدٍ...
غنيٌّ....
فقيرٌ...
رئيسٌ...
وزيرٌ...
عاملُ تنظيفاتٍ ....
لا يهمني....
ولكن....
كن راقياً...
لا فارغاً....
واجعل مشاعرَك نحوي....
متوّجة بالإنسانية
والإخاء.....
.................................
تمهّل يا صديقي....
لم تنتهِ القصيدة....
أقصد....
لم تنتهِ
خربشاتي الشعرية اليوم...
فحتى إن كنتَ مثلي علمانياً....
أو شيوعياً....
أو قومياً....
أو ذا نزعةٍ إنسانيةٍ
مكلّلةٍ بالكبرياء....
لا بأس يا صديقي
أن تكونَ رجلاً مزاجياً...
ولكن....
إياك أن تعاملني...
على أنّني
صفحةٌ أنثوية...
تخربشُ فوقها
عند المساء....
فإنّما تكون
قد حكمت على ذاتك
بالبلهِ والغباء....
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق