كل الذين تعلموا طرق الأحلام في استيقاظ الجسد ، أتعبتهم الفسحة المحصورة ما بين الروح والأضلاع ...
قد فقدوا الدفء العامر بالانتماء وصاروا أرجوحة المطر في غيوم الصيف ..
ولن يكونوا إلا قطعة من كبد الليل ترمي ضوء النهار بالنعاس ...
فمن خسر الحنين في الروح لن تعيده كل فصول المدارات ، حتى وأن غادر إلى رﹶحمه الأول ، لن يجد سوى القبور قد أخذت وسادة البدء دون حنان الأرض ..
ليس الظل دائما تحدب الضوء في حضن قامة الأشياء بل هو امتزاجه مع نهوض قامة شموخ الأشياء فوق جاذبية الأرض حين تستيقظ الأرض من رقادها لتؤشر علامات الوقوف في دائرة المدى ...
لهذا لن أشعل الشموع في أعياد ميلادي بل سأخزنها لليوم الأخير من الغبار وأوصي بتوسيدها جسدي ، كي أخذ السنين الماضيات دون ذاكرتها ...
فقد تلونت الحقيقة عن ثباتها إلا من الزمن المجهول في المراحل النهائية من خلوة جدران الطين ...
فكل الذين أشعلوا الشموع في قبة سنينهم ، سيتأسفون عليها لأنهم أحرقوها قبل حضور الظلام الأخير إلى أجسادهم ...
لم يبق من طيفهم إلا شبح يعاقر الظلام ليفتش عن لحظات نسوها في الغرف المترفة بصراخ السقوف الموزعة لظلها دون أشارات الروح في حضن الأبد ...
كل الذين يغسلون وجوهم بهواء التيه تمطر في روحهم بقايا من همس الليل الطويل دون تنفس الصباح من سكينة حديقة الأزهار ...
وكل الذين يمرون دون أشارات المرور إلى طريق الشجر يحملون أنفسهم أعباء الماضي دون أنتباهم إلى الضوء الخارج من أرواحهم ...
لم يعد هناك أحد ينادي الذات التي سرقتها الزوايا المنسية من حلم الضوء بجوار القمر ..
لم يعد هناك أحد يبشر الدروب بمجيء جلجامش من بحار العطش قبل أن تسقط الأرض في الحوار الأخير من الطوفان ....
فكل الذين يبدلون تاريخ ميلادهم سوف يدمنون السنين الفارغات ..عندها سينتحر الزمن في روحهم لفقدانهم شهية عمرهم المتجاذب مع الدروب المتوجة بالمحبة...
ويسقطون في حفرة العزلة دون تصوف الروح لبهاء الأيمان بالانتماء إلى الذات العامرة بالحياة وسط فردوس الوجود ....
ويظلون يلهثون حول طقوس الجسد ويسقطون في حنين الموت دون مرورهم على فاكهة العشق الأبدي ...يشيعهم غبار النسيان ...
النسيان ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق