الأدب ككل الظواهر الحياتية..تاريخه تاريخ طويل..دائم..متجدد..وديمومته مستمرة في استيعاب الجديد وضمه تحــت أجناسه..والنقد مرتبط به..فالناقد كما يقول هدسون (هـو الذي يقوم بتفسير شخصية كاتب عظيم كما تظهر فـي نتاجــه وبتفسير هذا النتاج في جوانبه المختلفة بوصفه تعبـــيرا عــن الرجل نفسه ..هذا الناقد يتناول الحياة بحق.. تماما كما صنع الشاعر أو الكاتب الذي كانت كتاباته مادة لدراسته ..)
فالناقـد هو الراصد والمتتبع للنتاج الادبي بخطوات تأمليــة تحليليــة ثاقبة.. لكون الأديب والناقد نوعان مختلفان يقوم كل منهمــــا بمهمته من حيث الغاية والوسيلة.. فعمل الاديب إبداعي ومهمة الناقد الكشف عن مواقع الابداع بالتفسير للقاريء ومساعدتـه على فهم الادب وتذوقه..إذ الكشف عن كل المؤثرات التــــي يمكن أن يؤثر بها عن طريق التفسير والتحليل الفني بتحديد مادته وعناصره وطريقة بنائه ..لذا فمهمة الناقد بناء علاقـة ما بين العمل الادبي المنجز وكاتبه والقاريء..
فالنقد الادبي هو تفسير التفسير لكون الادب بفنونه يفسر الحياة في صورأدبية..والنقد يفسر الصور الفنية التي خرج فيها الادب بابداع فكر الاديب..فالنقد الادبي علم من العلوم الانسانيـــة إرتبــــط بالفلسفة وعلم الجمال تاريخيا..وموضوعه الادب فيما له مـن خصائص تتمثل في الكشف عن دوره الحياتي..والانسان فــــي محيطه الاجتماعي..والكشف عن طبيعته في ذاته وكفاحــــه وهنا يلتقي النقد الادبي الحديث بالتاريخ .. وهو يستعين بعلوم اللغة.. إذ مادة الادب الكلمة بما لها من دلالات وعلاقات مــــع الكلمات التي تعانقها وتشكل جملها وصورها وتكشف عن إسلـوب كاتبها .. فالادب موضوع النقد بتعدد جوانب مادته..فقد ينظر اليه بوصفه نتاجا فنيا..أو بوصفه وسيلة إصلاح اجتماعــي أو سياسي..فالنقد الادبي يكشف عن طريقة الكاتب في تصويــر مقومات العلم الادبي أو الفني..وعن طريقة الكاتب في تصوير هذه المقومات وتحليلها وعن الاهداف التي يقصد اليها ومــــدى نجاحه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق