أيا أيُها الآتي من خلفِ البحارِ....
من زمنِ الأساطيرِ
من زيفِ التاريخِ
الذي ابتكرَ محارقاً سوداء....
أيا من تسلّلَ إلى بلادي زحفاً
في ليلةٍ ظلماء....
ينفُثُ سُمّ الموتِ
كأفعىً رقطاء ....
كخفافيش الليلِ
تتوارى خوفاً منَ الضياء....
أنتَ يا أيها الإلهُ العقيمُ
الذي طوّبَ لنفسِهِ السماء....
وَرَسَمَ حدودَهُ على خريطةٍ بكماء...
يريدُ القدسَ
يريدُ الأرزَ
يريدُ النيلَ
يريدُ الفراتَ ....
يريدُ نهرَ الأردنَ
يعمّدُ فيهِ بغاياه التي ما فتِئت...
تُمارسُ جِنسَ المعبدِ
وتنجبُ كهنةً لُقَطاء....
أيا أيها القذرُ....
أخرُج من جرحي....
أخرج من دمي....
من ترابي
من سمائي
من هوائي
من جبيني الذي نذرتُه يوم مولدي
لساحةِ الفداء!!
أوَتظنّ أنّك ستسوطن أرضي
لو أنّك جنّدت كل آلهة التكفير
وكلُ أنظمةِ العربِ الجُبناء؟؟!!
أوَتظنُّ أّنكَ ستصبُّ المِلحَ فوقَ جُرحي؟!!
أما عَرفتَ أنّي تلميذةُ الناصريّ الذي...
لِدَحرِكَ عن أرضِهِ
حَمَلَ الصليبَ وكانَ أولَ الشهداء....
أيا أيّها الدخيلُ
في نسيجِ فلسطينَ...
في لوحتِها السرمديّة العَلياء....
أما آنَ لكَ أن تعرفَ...
أنّك من بلادي زائلٌ
كما كلُ المستعمرين الغرباء....
أما آنَ لكَ أن تعرفَ
أنّي الأصيلُ ها هنا....
فأنا صوتُ الأقصى...
أنا ناقوسٌ يدقٌ
في كنيسةِ القيامةِ....
يعلّم أمثالكَ
معنى العزّةِ والكبرياء...
أنا الترابُ الذي إذا سقاهُ الغيثُ
فاحَ منهُ عِطرُ الدمِ الذكيّ
وبسمةُ الأطفالِ الأبرياء....
يا أيّها المهووسُ
بكتابِكَ المزيّف...
وهيكلكَ المزيّف...
وفطيرٍ صهيونيٍّ
معجونٍ بالدماء...
ستخرجُ من أرضي
ستخرجُ من أرضي
اليوووومَ أو بعدَ مليونَ عامٍ
فترابُ بلادي ستلفظكُم
أيها الصهاينة الأذِلاء.
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق