لا يعني لي الوقت سوى صباح
هارب من أنياب الليل...
يستيقظ على سعال فنجان قهوة
يستريح على منضدة الوقت
في قراره عتمة ...
لازال الليل ينام في قعر الفنجان
كطفل تجثم على جمجمته
يد نبي.....
يزيل غبش البراءة
من على عينيه ليستعجل طفولته
يذبحها بأول خطوة يخطوها
على عتبات أبواب النهار
كطائر ينقر بمنقاره النافذة
ناثر الندى من على جناحيه
مستعجلا...بطيران إلى حيث
هناك ... تكون المسافة عبئا
تقصم ظهر البعير
................
الليل صخرة مشدودة بحبال العين
كي أزيحها عليه
ان أتجرع مرارة الوقت
بفنجان قهوة ينتظر على المنضدة
تتقافز عليها .....
أشباح هاربة من وحشة ليل معتم
بوساوس .... رجلا عجوزا
يستنمي على ذكرى
شريط سينمائي بطيء
كحشرة كسولة
تتمشى بزهو عاهرة
تلوك الصمت على جسدي
.........
أموت من اجل رغبة
هربت مني....
تركت نهديها بيدي كتفاحة
اقضمها بنهم
.......
ربما يكون النهار أكثر شطارة من الليل
يرمي حثالة على عتبات الصمت
يشذب أسنانه لتكون أكثر وسامة
موهما الطائر....يسقط غراما في فمه
قاضما إصبعيه ليتحسس الندم
......
الليل وحشتي...
لهذا اترك قبعتي على راسي
لغبي بعض الضوء من نهار هارب
من عيني...
ببراعة مهرج امسح الليل من عيني
لراءى لمعان القدح...
بوقاحة ابله امرر يدي
من خلال الدفء ....
ليستيقظ صباحي الكسول من نومه العميق
اتركه يترجل على مهل يمسح الصمت
ويعبر أول عتبة من عتبات النهار
ليذبح الوقت.... مستعيرا مهارة القصاب
يذبح دمعة تطوف على سطح الفنجان
فبل إن ترتشفها شفتاه
ليتذوق مرارة الوقت
..........
في النهار افزع من وحدتي
اكنس ما تبقى من الليل عن وجهي
محدقا في المرآة ...
امسح الغبش من على سطحها
بأظافري تاركا خدوش ولعابا يسيل
من على سطحها ...
اندم من إضاءة مصباح النهار
أرى خطاياي تتوارى تحت معطفي
وقصائده تأن كقطة جريحة ...
على الأوراق ... تتساقط دامية
تحت يدي قصاب شاطر
يذبح أول فكرة تلد في صباح باكر
ادفنها في مقابر الأيام
وهرب ... قطار يسحل حمالة
مثل عجوز ينفذ نيكوتين لأيام من رئتيه
سدني ذ8-12-14
عباس رحيمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق