إنّه العام السابع بعد موتي...... رحل أهلي جميعاً إلى عالم الأحياء..... وحدي أنا الميّتة هنا..... أسكن في بقايا بيتٍ عتيق..... أجثو على الأرض.... تغور عيناي بحثاً عن جذور شجرة زيتون كانت ها هنا....ولكن عبثاً أبحث عن سراب.
أحسستُ بالجوع ينهشني ..... تناولت قطعةً من الخبز اليابس.... شربتُ قليلاً من الماء..... سرتُ في شوارع جهنّم حافية القدمين.... تراجعت النار محبطة أمام جسدي النحيل.... دون أن تقوى على التهامه....فقد زرعت تحت جلدي نثرات من الصليب الذي حمل جسد يسوع .... شعري الأشقر مجعّد ومبعثرٌ فوق جبيني العريض.... ذلك الشيء الذي ورثته عن والدي.
أوقفني رجل ملثم..... قال لي إنّ النساء في جهنّم ملزمات بوضع الخمار تحت طائلة الجَلد..... أخذت أهزّ رأسي بعنف.... يميناً ويسارا.... دلالة على الرفض.... أو ربما هي علامات نوبة هستيرية..... أردت أن أصرخ.... لكني فقدت صوتي.
ساقني الرجل الى إله جهنّم..... نظر إليّ بشهوة عارمة..... كانت عيناه تومضان بضوء أحمر كذلك الذي عرفته عن إبليس.... إقترب مني.... مزّق ثيابي.... أراد أن يتحسس جسدي.... كانت خاصرتي تنزف قيحاً ودماً.... وصدري مشوهٌ الى حدود اللانهاية.... إشمئز إله جهنّم من جسدي العاري.... أمر جنوده بأن يقتلوني.... لألتحق بقافلة أهلي الذين رحلوا.
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق