في اواخر عام 1980 قام العراق بتمويل فلم كبير اسمه القادسية يتكلم عن حقبة مخفية من التاريخ الاسلامي وفتوحاته وهي فترة خلافة عمر الفاروق ومعركة القادسيه ... عام 15 هجرية ... الان لنعود الى الفلم ...الفلم كان مشتركا بطاقم العمل والممثلين من العراقيين والمصريين ومن المغرب حسن الجندي والكويت محمد المنصور... الفلم كان في الحقيقة فلم فاشل بكل المقاييس التكنوقراطيه وفشل كمشاهدة سينمائيه وحتى حين عرض في التليفزيون لم يلاقي نجاحا جماهريا والفشل الاخر هو فشل السرد التاريخي المقنع ... لنعود الى الفشل الاول وهو فشل الطاقم وخصوصا المخرج صلاح ابو سيف الذي قدم اسوء اعماله السينمائيه حين وقع باخطاء فادحة لايقع بها طالب مبتديء في كلية الفنون الجميلة قسم الاخراج ...وظهر اسلوبه الساذج في الرؤيه السينمائيه وفي الحوارات او حتى المعركة ... وظهرت اخطاء التصوير جليه حين خرجت في احدى المناظر الخارجية اعمدة الكهرباء وسيارة تجري من بعيد ... وايضا الساعة التي يرتديها احد الممثلين... اما الحوارات فكانت ساذجة جدا وواضح ان الفلم قد سلق سلقا وان الميزانيه العاليه جعلت اللعاب يسيل على حساب المستوى الفني ... ومن سذاجات الفلم هو اظهار كسرى انو شروان ضعيفا بلامعنى وان رستم قائد جيوش الفرس الاخمينيون المشهور بقوته وجلده خائف يستتر بحمار في المعركة ... وهذا الشيء اساء للتاريخ العربي قبل الفارسي لانه قال ان المسلمون انتصروا على ملك مرتعش وقائد جيوش جبان...السرد التاريخي يجب ان يعطي الاخر حقه ...لكن هنا نعذر كادر العمل لان العمل كتب بشكل ساذج وتافه لان من كتب القصة والسرد كان في دائرة مخابرات... ارضاء للسلطة ... هنا كان الافضل ان يتجنب صلاح ابو سيف الفلم لكن قوة المال احيانا اقوى من قوة الارادة ... فلم القادسية حاول القائمون عليه ان يجعلوه ندا لفلم الرساله لكنهم نسوا ان من يقود الرساله هو مخرج عبقري يعرف كيف يكتب التاريخ وكيف يحركه على الشاشه ... ونسوا ايضا ان العقاد استخدم مجموعة ممثلين مسرحيين اصلا وقادهم العقاد كما يريد لم يكونوا .... اما نجوم سينما السبعينات المدللين لم يكونوا سوى ممثلين زينه لايصلحوا لتمثيل ادوارا تاريخيه ... عزت العلاليلي ... كان تافها في الاداء وواضح انه جاء يقلب رزقه فقط ... وسعاد حسني ... كانت تؤدي المشاهد وهي غير مقنعة وكأنها لاتعرف ماذا تريد ...شذى سالم ... كانت متشنجة الاداء ... ليلى طاهر كانت وجها فقط في فلم ...لكن لايجب ان نبخس دور الممثل الكويتي محمد المنصور وايضا حسن الجندي الذي كان ابرز من في الفلم ولعل بريق فلم الرسالة كان يلاحقه ... الفلم ببساطه كان اعلاميا لغرض الحرب العراقية الايرانيه ... لذا كان من كتبته الحكومه ومن اهدر المال عليه هي الحكومه وان من اخرجه ومثله هي الحكومه.... الفلم سقط لانه حاول ان يناطح الرسالة ... وسقط مرة اخرى لان فلم عمر المختار عرض في نفس العام ....فضاعت القادسية بين قمتي العقاد ...وسذاجة الحكومة
أبحث عن موضوع
الاثنين، 16 مارس 2015
فلم القادسية....................... بقلم : سند جبار /// العراق
في اواخر عام 1980 قام العراق بتمويل فلم كبير اسمه القادسية يتكلم عن حقبة مخفية من التاريخ الاسلامي وفتوحاته وهي فترة خلافة عمر الفاروق ومعركة القادسيه ... عام 15 هجرية ... الان لنعود الى الفلم ...الفلم كان مشتركا بطاقم العمل والممثلين من العراقيين والمصريين ومن المغرب حسن الجندي والكويت محمد المنصور... الفلم كان في الحقيقة فلم فاشل بكل المقاييس التكنوقراطيه وفشل كمشاهدة سينمائيه وحتى حين عرض في التليفزيون لم يلاقي نجاحا جماهريا والفشل الاخر هو فشل السرد التاريخي المقنع ... لنعود الى الفشل الاول وهو فشل الطاقم وخصوصا المخرج صلاح ابو سيف الذي قدم اسوء اعماله السينمائيه حين وقع باخطاء فادحة لايقع بها طالب مبتديء في كلية الفنون الجميلة قسم الاخراج ...وظهر اسلوبه الساذج في الرؤيه السينمائيه وفي الحوارات او حتى المعركة ... وظهرت اخطاء التصوير جليه حين خرجت في احدى المناظر الخارجية اعمدة الكهرباء وسيارة تجري من بعيد ... وايضا الساعة التي يرتديها احد الممثلين... اما الحوارات فكانت ساذجة جدا وواضح ان الفلم قد سلق سلقا وان الميزانيه العاليه جعلت اللعاب يسيل على حساب المستوى الفني ... ومن سذاجات الفلم هو اظهار كسرى انو شروان ضعيفا بلامعنى وان رستم قائد جيوش الفرس الاخمينيون المشهور بقوته وجلده خائف يستتر بحمار في المعركة ... وهذا الشيء اساء للتاريخ العربي قبل الفارسي لانه قال ان المسلمون انتصروا على ملك مرتعش وقائد جيوش جبان...السرد التاريخي يجب ان يعطي الاخر حقه ...لكن هنا نعذر كادر العمل لان العمل كتب بشكل ساذج وتافه لان من كتب القصة والسرد كان في دائرة مخابرات... ارضاء للسلطة ... هنا كان الافضل ان يتجنب صلاح ابو سيف الفلم لكن قوة المال احيانا اقوى من قوة الارادة ... فلم القادسية حاول القائمون عليه ان يجعلوه ندا لفلم الرساله لكنهم نسوا ان من يقود الرساله هو مخرج عبقري يعرف كيف يكتب التاريخ وكيف يحركه على الشاشه ... ونسوا ايضا ان العقاد استخدم مجموعة ممثلين مسرحيين اصلا وقادهم العقاد كما يريد لم يكونوا .... اما نجوم سينما السبعينات المدللين لم يكونوا سوى ممثلين زينه لايصلحوا لتمثيل ادوارا تاريخيه ... عزت العلاليلي ... كان تافها في الاداء وواضح انه جاء يقلب رزقه فقط ... وسعاد حسني ... كانت تؤدي المشاهد وهي غير مقنعة وكأنها لاتعرف ماذا تريد ...شذى سالم ... كانت متشنجة الاداء ... ليلى طاهر كانت وجها فقط في فلم ...لكن لايجب ان نبخس دور الممثل الكويتي محمد المنصور وايضا حسن الجندي الذي كان ابرز من في الفلم ولعل بريق فلم الرسالة كان يلاحقه ... الفلم ببساطه كان اعلاميا لغرض الحرب العراقية الايرانيه ... لذا كان من كتبته الحكومه ومن اهدر المال عليه هي الحكومه وان من اخرجه ومثله هي الحكومه.... الفلم سقط لانه حاول ان يناطح الرسالة ... وسقط مرة اخرى لان فلم عمر المختار عرض في نفس العام ....فضاعت القادسية بين قمتي العقاد ...وسذاجة الحكومة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق