سميرة فتاة قصيرة القامة, سمراء دمها ضاحك , ووجهها مبتسم على الدوام , فيها من معاني الجمال ما يسر الخاطر , و أدب مع رقة ولباقة لفتاة في مقتبل العمر .
ولكنها كانت تشعر بالحرج عندما تسير مع زميلاتها في الدراسة بسبب قصر قامتها الذي يكون واضحا جدا , حتى ان زميلاتها نصحنها عدت مرات بارتداء حذاء ذو كعب عالي لكي تتجنب هذا الشعور بالأحراج , وبعد تفكير اقتنعت اخيرا بالموضوع .
استأذنت امها للذهاب الى السوق مع صديقة طفولتها ( حنان ) التي تسكن في منطقة مجاورة لبيتها بعد ان تزوجت في العام الماضي .
اتفقت على موعد , وعندما حان الموعد ,التقيتا في الشارع وبعد التحية النسائية الحارة والقبلات و السؤال عن الاحوال بدأ سيرهما الى السوق , وعلى الرصيف كانت خطواتهم تعزف ايقاع جميل مع كلماتهم التي كانت تنبض بالود .
وحال وصولهم للسوق , قالت حنان لسميرة / لنذهب في جولة في السوق لكي نعرف ما الجديد فيه .
فردت سميرة على حنان/ ارجوا ان لا أتأخر كثير , فلقد اكدت علي والدتي بالرجوع الى المنزل قبل مغيب الشمس .
فقالت حنان ضاحكةً اطمئني لن نتأخر , و سأوصلك بنفسي الى البيت .
سميرة/ حسنا هيا اذن .
وفي السوق كانت جولة حنان و سميرة مصدر راحة وانشراح وسعادة لهما , فلقد كان منظر البضائع و الثياب الملونة الزاهية يثير الحماس , يختلط مع صخب السوق و اصوات البائعين ونظرات الشباب و ثرثرة النساء وضحكات الاطفال .
كان كل ذلك يبعث فيهم الشعور بروعة الحياة , وبينما هم يتجولان في السوق التقت حنان بصديقتها سهاد و امها ,
وبعد السلام والتحية والسؤال , عرفت حنان (سميرة) على سهاد وامها , ولكن ام سهاد اخذت بتركيز النظر و التمعن في وجه( سميرة) بتفحص .
وهي توجه لها الكلام و الأسئلة , فلقد تذكرت ام سهاد عائلة( سميرة) لكونها كانت تسكن في نفس المنطقة قبل سبع سنوات , ولكنها رحت عن المنطقة بعد ان اشتروا منزل اكبر لكي يجمع جميع افراد العائلة و بقية ابنائها المؤهلين للزواج .
وقبل ان يفترقوا في السوق , حملت ام سهاد( سميرة) السلام على اهلها و طلبت من (سميرة) ان تخبر اهلها انهم سيزورهم قريبا بخصوص موضوع مهم .
أدركت حنان الموضوع واخذت تبتسم باستحياء فلقد تذكرت ايام خطبتها وكيف ان ام زوجها كانت تمعن و تدقق النظر فيها مثلما فعلت ام سهاد .
بينما كانت سميرة مشغولة بالنظر الى ساعتها وهي لم تدرك بعد الموضوع ,فقالت سميرة لحنان/ يبدوا اننا سنتأخر في السوق , لنسرع للعودة للمنزل .
فقالت حنان لسميرة / وماذا بخصوص الحذاء ذو الكعب العالي .
فقالت سميرة/ الذي يريدني ليقبل بي كيف ما ان .
فقالت حنان / براحتك ... هيا اذن لنعود .
............................................أدهام نمر حريز-بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق