أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 17 مارس 2015

لديّ أمل أن تعود ( قصة قصيرة )......................... بقلم : محمود قباجا /// فلسطين




ألتفتُ جهة اليمين خائرة قواي نتيجة السفر، أتأملُ بعينيّ الزاهدتين ألوان الشمس المبعثرة والموضة المنتشرة على أرصفة المكان ، ألتفت يسارا حيث هناك معرض للتراث والفلكلور الشعبي في شارع المدينة ، يصطف الروّاد واحدا تلو الآخر يتأملون في سحر المنتجات وجمالها فيقتنون بعضا منها.
امرأة مُسِنّة تعرضُ بعضا من منتوجاتها المصنوعة من العنب، تعرض عصيره المسمى (الدبس) والمربى الفاخر المصنوع بطريقة فلسطينية مميزة والزبيب والمَلبَن .
توقفت وتسمرت قدماي!
يا إلهي!
يا روعة ما تراه عيني!
تذكرت أيام جدّي وجدّتي وهما يطهوان العنب على النار ساعات دون كلل أو ملل يجمعون الحَطب ويضعونه تحت القِدر. استرجعت ذاكرتي عندما كان الأطفال يتجمعون حول الكبار ويراقبون فوران العصير داخل القدر، والجدّه تحضِّر (الجعجه) وتغمسُها بالزيت وتضعها على الجمر.
العينان لا تفارق العجوز التي تعرض مبيعاتها واللعاب يسيل لرشفة من قطرميز (الدبس) أو لحسة من صحن (العنبية).
أتقدم خطوة وأتراجع خطوة لإلتقاط صورة لهذا الركن أو ذاك، فالجمال لا ينضب.
تعجبني هذه ، تبيع المُطرزات وتعرض صورة العَلم المطرز على الكوفية المُرقطه،
آه آه !
كوفية تشبه الكوفية التي كانت أمي مُطرزاها لي وأنا في الجامعة .
استهوت ذات يوم الدكتور ، الذي لم أتردد في إهدائها له عندما وقف متأملا بها منبهرا بجمالها.
أسأل:
كم ثمن هذه الكوفية المُطرّز عليها العلم؟
تجيب: مائة شيكل
أدفع الثمن وأضعها على الكتفين فتغدقني بجمالها ويدق القلب دقات الإنتشاء .
التجوال مُستمِر ، وفي كل ركن هناك توقف وتأمل، لكل دورة نهاية
والرغبة تراودني بالعودة من جديد .
يدقّ منبه الساعة الثالثة،
أتابع الخطوات مُتّجها للقاعة التي يجتمع فيها بعض الأصدقاء لعقد لقائهم الشعري الأول ، ليلقي كل واحد منهم بعضَ أشعاره ، اكتمل الحضور وبدأت الأمسية بحضور راقٍ من المنظمين والراعيين والمدعوين للحضور وبدأت عريفة الحفل بالترحيب بالحضور والمشاركين وبدأ كل منهم بإلقاء أجمل ما عنده .
وقفات رائعة مع الوطن فكل ومضة لا تخلو من ذكر أحد فيافيه أو ربوعه، أو مناقب شهيد . وكان لنا دورا لنلقي قصيدة نخلد فيها ذكرى الشهيدة عروس فلسطين
دلال المغربي ، قصيدة مشبعة بالإحساس.
انتهت فقرات الإلقاء لتبدأ مرحلة تفوق تصوّر العقل عندما بدأ الجميع وكأنهم في يوم عيد حيث العناق والمصافحة ، هذا يأخذ صورة تذكاريّة وهذا يأخذ رقم الهاتف أو رابط التواصل الإجتماعي.
يتحرك باص العودة في إتجاه يأخذني للبلدة،
أجمع أشيائي للنزول من الباص
....
أين الكوفية المُرقطة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق