أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

عذراً دميتي............................ بقلم : هديل معتوق // العــــراق



#عن لسان حال طفلة تخاطب دميتها المفارقة لها.





عذراً دميتي إن لم تكوني هذا العيد برفقتي..

قد داهمنا الظلام على حين غرة فإنقض..

هدّم بيوتنا..

هربنا بأرواحنا من دوي الرصاص..

ورائحة الموت تملأُ أنفاسنا..

وآلاته الهمجية كانت لنا..

بالمرصاد.

يامن كنت رفيقتي

..تركتك دليلا لحين الرجوع..

وشاهداّ على بشاعة تلك الغربان..

كوني بإنتظاري عند الفجر صغيرتي..

وأعلمي..

لن يدوم بعادنا ..

سأضفر جدائلك من جديد

سأنام وانت بين أحضاني

كما كنت تعانقينني

وأضمك بلهفة الى صدري..

أناغيك ..طفلتي

يا شريكة حتى احلامي

انهم راحلون ..

سيندحرون..لا محالة

وتشرق الشمس على نافذتي

تنال خيوطها الذهبية من شعرك الحرير..

تبعث الأمل

بصبح جديد..

وعيد سعيد..

أرقص معك فيه رقصة النصر

على طول ايامه ولياليه ..

نلف ..

ندور حولنا..

نتدحرج عند ربوة قريتنا ..

نسابق نور النهار..

يعلو ضحكاتنا الفرح..

نتدحرج على عشبها الأخضر..

حين يغازل نسمة الصباح ..

نلتحف السماء ..

أغمض عيني وعينيك الجميلتين تارة ..

ونستنشق الهواء تارة اخرى...

كأننا توأمين..

نسمع همسنا لبعضنا..

نروح نسرح في خيالنا

ننشد اغنيات فرح ..

لمستقبل جديد..

عيش رغيد..

وطني جميل رغم كل الاهات

ودموع الامهات ..

وقوافل شهداء..كل يوم تُزف

نحو عليين

لينظف بلدي وبيتي ..

فأعود لهما واليك..

أخرجك من مخبئك

حين تركتك فيه جميلة

لطيفة...

فلا محتل بعد اليوم..

ولا غاصب..سليب.

أو تحت وصاية حقود ..

قاتل للبراءة..

ظلامي..

رهيب.




بغداد.24/8/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق