1- في صوتها نغمة اعذب من همس الحياة ونداوة الربيع واقسى من فراق الموت. وألطف من رفيف الاجنحة وأعمق من تلاطم الأمواج انينها..كانت نبضاتها المتسارعة انغاما متموجة بين اليأس والأمل. واللذة والألم والفرح والشفاء..اما هو فكان يسمع هواجسها التي تخط خطوط تواصلها وخروجها من الذات لأنه سكن القلب وجودا كما رسمها هو وشما على سويداء وجده. فتجاوزا كل التقاليد الخرساء وأعلنا عطر انفاسهما غطاء كي ينام تحته ا...لمحبين بأمان وتدغدغ مشاعرهما انفاسا تتعانق بسلام
2- تطارد مشاعرها انغامه الحالمة وحروفه المنبثقة من شفتيه الدافئتين فتتجه صوبه بترقب ولهفة فيصارع اللحظة السابحة في عوالم العطف الجامح بخيالاته وعقله الطافح بالإيمان..حينها يرفع يديه مطالبا عودتها الى أحضان زوجها الذي عاشرها دون حب مرتقب بعد ان محت اليقظة ما رسمته وخططت له الاحلام لحبيب لم يغب عن خاطرها لانه امنية الصبا. وها هي تريد ان تحتضنه لتحقق حلمها وتعيش لحظتها التي فقدتها وتشعر بانسانيتها الضائعة..
3- تلملمت كزهرة ذابلة امام الريح ثم قالت بوجع منداف بحسرة الألم لفراق لم يكن في الذاكرة مرتسما. سلاما لمنزل الطفولة والصبا الذي ودعته تلك اللحظة فتركت كل ما فيه مثلما يترك الأسير ارض المنفى. فلا تبعدني عنك لان يد الحب مزجت روحي بروحك هي اقوى من يد كاهن اسلمني الى مشيئة ذاك العريس الذي يبني الجدران ولا يختصر المسافات
4- على خضرة الأرض التي ظللتها ازهار الدفلى كان حوارهما الذي بدأته صارخة بعد ان امرها بالابتعاد عنه وإعلان تعلقه بهوى آخر...لا ..لا اصدق ما تقول فانت الأول من علق على صدري وسام الحب وعلمني حرفه الأول الذي لامس شغاف قلبي ونام فيه بعد ان لامست اناملك اناملي..لذا فالمكان جانبك والوسادة ذراعك وارادتي تعلن انت لي وسأتبعك حتى آخر محطات الأرض...
5- كان يهمس لها بانفعال هادئ مرددا على مسامعها: لك طريقك ولي طريقي وهناك مخبأ وجودك بين يدي من اخترتي وسخرتي من وجودي بعد ان حرقتي كل وريقات حلمي ونثرتيها في فضاء النسيان واسهمتي في ضياع ايامي التي وشمت خيالك في ظلالها. حينها تغيرت ملامحها وابرقت عيناها توجعا واستعطافا فثارت ثائرتها وانتشلت مسدسا من بين طيات ثوبها لتكشف عن مسدس يصوب رصاصاته السبعة صوبه فيهوى على الأرض كغصن قصفته العاصفة. انحنت فوق راسه تتأمل عينيه المنفرجتين المغمورتين بظل الموت فارتعشت شفتاه بألفاظ متعثرة..اقتربي الان يا حبيبتي فالحياة اضعف من الموت والموت اضعف من الحب...
6- صاحت بين الجمع الإنساني المنبهر. انتم لا تعرفون ما عملت ولماذا فعلت ولا تفهمون ما قلت لان كلماتي نازفة بحرقة. فضلا عن ان اللجة لا تعي أغاني الكواكب. ومع ذلك ستخبرون اولادكم عن امرأة قتلت حبيبها ليلة عرسها وتلعنونني بشفاهكم. لذا سأصوب طلقات مسدسي المتبقية الى صدغي واعلن الثأر لحبيبي واتوسد ذراعه.. حينها تلملمت النساء صارخات من الخوف واغمي على بعضهن وكان صياح الرجال يعلو لفسح المجال لالتقاط الجثث التي ودعت امانة الحب على الأرض وارتحلت الأرواح العاشقة هناك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق