توارتْ خلف الكلمات
كانت محلقةٌ فوق غيمةٍ أوسطية...
او زبدٍ تمخضَ من موجِ شط العرب ،
ربما اختبأتْ خلفَ زيتونةٍ شاميةٍ
من رصاصٍ طائشٍ
قد يكونُ من عدوٍ
او صديق ،
اعتقد رايتها تداوي نخلةً حِليّةً
أصابها داءُ عشقي .
ثمةَ وخزةٌ مازال اثرها على صدري
تسللَ منها بريقُ عينيها ،
أتذكر كنتُ اقفُ تحت شجرةِ اليوكالبتوس
في شارع العشّاق ... وفي قلب المدينة
كما كنا نسميهِ ،
نجتمعُ نحن المراهقون
فتيةً ... وكبار
معلمون متقاعدون
جنودٌ سكارى ... يودعونَ حبيباتهم
قبل ان يمضوا الى الموتِ الاليف
لعلهم ينالونَ شهادةَ الاشواقِ
او ينتحرونَ من ضيقِ الملاجئ ،
كانت تمرُّ بعد يومٍ مضنٍ في الجامعة
أقفُ تائهاً ابحثُ عن عشقٍ في داخلي
وقلبٍ يعتمرُ بالحبِّ ويكشفُ الاسرارَ ،
نظراتي المارقةُ تثيرُ معاني الكلمات
ولعنةَ اليوكالبتوس المرتجفةِ من نار .
تتنهدُ ... وتستغفرُ ... وتمضي مسرعةً ،
كم كنتُ اتوقُ ان أكون حلاجاً
يُقيّدُ على هذه الشجرةِ
ليكفّر عن ولههِ
ومجونِ أمانيهِ
وحلمٍ لم يفسرْ
ليكونَ رصاصةً طائشةً تخترقُ شالَها القرمزي
او زيتونةً نضجتْ وعطشتْ لتسقطَ في حضنها ،
لا اعتقدُ ان الزيتونَ شهيٌ في مواسمَ الصومِ
لم نسمعْ اِنَ الثمارَ تفضُ صوماً
او تخلعَ شالاً من على عنقِ قمر .
هل أشكو من نفسٍ غادرتني
ام وجعِ الوخزِ
او عدوٍ يتسللُ الجبهاتِ .
لا املكُ هناك سوى نايٍّ يرتلُ صلاةَ غائبٍ
أوجاعِ شارعٍ غصَّ بالعشّاقِ
هذه أسوارٌ يتساقط ُعليها الشهداءُ
وهذا انا أنعي عطرَ البنفسجِ على الشال .
...................................
اللوحة للفنان العالمي سلفادور دالي
1-12-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق