أبحث عن موضوع

الاثنين، 10 أغسطس 2015

إنصات إلى صوت القلب ..14 ( أسوار الدهور).................... بقلم : عباس باني المالكي // العراق





إذا قررت الرحيل ...
علمي الكناري كيف يغادر قفص الحياة ويترك أجنحته قرب نافذتك التي حكمت سنوات عمري الهارب إليك دائما دون ملامح المكان حولي ....
لم أعد أعرف أن للحياة وجه أخر في مرايا الروح بعد تشظي الوقت في أنفاس أيامك ..
كوني كما تريدين لكن علميني كيف تغرب الشمس في مدن الموتى التي احترقت بالانتظار في ضلع الليل من دون وجهك الذي لا يظلله الغيم مهما اشتدت حلكة مطر بكائي في وجه السماء ...
إذا قررت الرحيل ...
علميني كيف أكافح التصاق روحي بغربتها حين يأتي القمر بلا موعد مع نجوم عينيك بعد أن تساقطت أعوامي العجاف بعيدا عن مدارات عطشي إليك ...
كل الطرق أوحت إلي أنك في نهايتها وتمسكين بداية القلب إليك وكأنك شرايين الحياة ...
لم تعد كل دروب الصيف تتسع برد أضلاعي من دونك وأنا الوحيد أنشر علامة يتمي في مجرات نبضي كي أصل إليك ...
وكل همس يصدمني بالشوق إليك وحتى خوار الريح في طفولة الشجر تسألني كيف مضت الأيام من دونك ...
يتراكب الشوق فوق الشوق إلى عينيك وحتى المساء يحتضنني ويبكي معي بدمعات نجومه , فلا أشارة وداع ولا التفاتة من قاع أمواج الهواء في رئتي ويوصلني إلى أنفاسك وما عدت أحمل إلا حطام السنين الغائبات عن نظري إليك ...
ما بها السماء تعاند خطى العشاق باللوعة في مدن سفهت أحلامهم وظلت الأوثان تعاند وجه الحب إلى الروح في براقع الزمن المنحوت من قسوة الأقدار ...
وما بها أوثان العادات تلثم وجه الصدق في العشق كأنها المذنبات التي تسقط على الأرض..
حتى الطرق صارت ترسمني لا ارسمها وكأني ليس الوليد المبشر بعشقك في زمان لن يعد يعترف بالبحر بعد أن تصحرت النواميس من الحب وكأن أخوة يوسف مازالوا يرمون البئر بدم الذئب ...
إذا قررت الرحيل ...
غيري مواعيد الأقدار واكتبي انحصار سنين الفراق قبل أن تدمي الأشواق طرق الروح عندما تغادر أرواحنا إلى البيت الأخير بعد أن تسقط النجوم خارج حضن القمر الأخير من ضحكتك المرسومة على أعتاب السنين التي أدمت ذاكرتي بخواء الحياة من بعدك ...
أوقفي الأعوام وأعيدي لي الزمن المنقوص من توجع روحي إليك ...
قد طالت حكايتنا ولا نهاية لها إلا الهروب إلى داخل أضلاعي العطش المنقوش على ألواح عبث الأقدار بتلاقينا في النهارات التي تلوذ بسمرة كفك الملوح إلى امتداد الانتظار في أيامنا الباقيات ...
ستوجع أنفاسنا أهواء المجهول في المساحات التي فرغت من حلمنا الذي سكن فينا قبل أن تبعدنا المدن عن سقف حكايتنا التي ظلت ترابط هناك في بياض الثلج ..
كم كنا نرمي كرات الثلج على بعض أترابنا لكنه بقى ملتصقا بكفك وكأنه عمر البياض الذي يتحول مع الأيام إلى سواد المسافة إليك ...
إذا قررت الرحيل ...
علمي الأيام كيف يزحف النمل على ملامح المرايا التي اختنقت من الصبر بعد أن شطبت النهار من عمر تلاقينا البعيد ...
قد خسرت المسافة إليك , فإذا قررت الرحيل أرحلي وخذي معك كل أيامي انتظاري إليك وأرمي الصبر بضحكتك لكي لا تجف أيامي خارج أسوار الدهور بلا نهر يوصلني إلى عطشي .. أرحلي ..أرحلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق