أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

قراءات في دفتر الجنون ....39 ( ملاءات السراب).............. بقلم : عباس باني المالكي /// العراق




هل يمسك الإنسان بوطن حلمه أم تنثره المدن الغائبة بين أضلاعه كالبثور على رقع جدرانها التائه بين شرخ حصار تاريخ الحدود ، الواقف على أكف الخيول المطاردة إلى ذيول الريح حتى يأتي العمر دون هوية ...
روحي بئر أسقطها الماء في الجفاف ولم تعد تمر نوق الغيم على قوافل الريح لتخبرني بالشواطئ التي تغتسل بالزيتون ... النوافذ توزع حزنها على سريري ...
أمسك بملاءات السراب في عش الذاكرة حيث يصير النوم بلا جدوى على وسادة الزمن المنقوع بتشظي المكان بهشيم المرايا ...فتخرج الأحلام كالشظايا تدمي عمري بأحزان الفقد والانتظار...
تحاصرني النوافذ كقطرة راكدة في عيون الجدران تبكي رحيلك ...
أنا خسرت فلم تعد تحتويك كلماتي ولم تعد ترتجف شرايينك على دقات قلبي ...
لم يعد المكان فسحة حلم حين نتنزه في أروقة المدن ...
لم أعد إلا طيف يسامر الفراغ بأخر تقنيات الوجع ..
لم أعد إلا طريق يرحل ولا يعود ...
لم ..لم أعد إلا نقطة في سطر قبل بدء الكتابة حين يغشى المكان العتمة ...
ولم أعد إلا حبة رمل تحلم ببناء الأهرامات ...
لم ...ولم أعد أنا إلا قوافل خيل مرت من هنا قبل أعوام النهايات لدفتر تصحر روحي في الدروب التي تغزل من الريح كلمات تعاويذ الكهنة والسحرة والذي جعلوا من نهر اللقاء يعطش في سماء تعرف أين تجد الأنبياء ...
تركض الريح حافية من أقدام الشجر في حدائق روحي التي أدمنت العزلة ...
تعبأ من تيجان الصمت للرحيل الأخير من أجنحة الفصول ...
قد تشابه الوقت عندي إلا من طيفك يحرك عقارب ساعة جدار الروح فلم أعرف كم مضى من غيابك إلا ظل يغيب ويأتي ....كموعد لحضور القيامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق