أقف....
أتلاشى بكَ...
عند حدودِ الغسق....
أرى الجرح
عميقاً...
ينزف في عينيك
دماً حنظلاً....
أرى الجرح فيك
يئنّ...
تحت سوط المشرّدين....
دون خبزٍ
معجونٍ بالعرق....
دون مأوى...
والريااااح تجلدهم...
أرى الخريف....
يمر على شفتيك
مسجىً بدمائه....
ميتاً...
بحياة المؤمرات
التي أينعت....
وياااا عجبي
في بلادي الطاهرة....
أبكي....
أبكي والشمس
ثم أبكي
ثم أبكي...
وأحتضن جرحك
النازف....
في داخلي....
أمرّر أصابعي...
فوق خطوط جبينك...
على وجنتيك....
أبلّل شفتيّ....
بدموعك المالحة....
المخضّبة بشهد الثورة....
أعرف أنّك إله ينتحب...
صامتاً....
مكلّلاً بكبريائه....
ليس هو
ألم المسامير....
التي وشمت
أنفاسَك المتصارعة....
لا....
ولا الصليب
الذي حملته....
جلموداً....
زاداً ....
في رحلتك المقدّسة....
هو انتحاب
الأبطال....
حينما تعضّ
على الجرح
بمرارة.....
تعرّي
أمّة محجّبة...
تكشف عن صدرها
المعفّن....
تطعن قلب الأمومة
بخنجر...
بنار الفجيعة
والأمل بالبعث
قد تطهّر....
أقبّل شفتيك
في شغف....
مسامات جسدي...
تتنفس النور
من دموعك البلورية....
على يديك
ها أنا أولد....
تربة خصبة....
أنثى مقدسة...
أنكرت الطاعة...
تنكّرت للجنّة...
عشقت تجدّد الحياة
بعد الموووت
في ظلالك
أيها الإله البشري.
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق