قبل أن أصلكَ
أرى هناك كبريائي
ممدوداً كالحقيبةِ على ظهركَ
وظلّي يرتعشُ على كتفيكَ
أنتَ الذي ملأتَ وجودي
من فراغكَ الثابتِ
الوحيدِ في هذا الكونِ
أعتريكَ من كلّ ذراتِ
وأدورُ فلكاً
يا كلّ فضائي
يا قمري الشاحبُ
لكَ تشتعلُ فيافيي ضياءً
كأن الليلُ يلبس حريرَ النهارِ
ويطفئ نارَ الوحشةِ
لحظةَ اقتباسِ إحساسي
أرتوي منكَ بالرشفةِ الأولى من فنجانٍ
مغمسٍ بأطرافِ الحلمِ
وجهكَ يغطي كلّ مرايا الحاناتِ
والدورِ وفنادقِ الخمسة
أجدُ وجهي ، صدري ، أضلاعي
أينعت بأعذاقٍ يتدلى منها إنسانٌ
يشبهُ كلّ أشعارِ العالمِ ..
تريدكَ الأقلامُ بحجةِ المدادِ
تريدكَ السطورُ بحجةِ الحروفِ
وتريدكَ الجسورُ بحجةِ العبورِ
يا كلّ قطرةِ ماءٍ جرتْ
من تحت القناطرِ
تخشى ألا يجرفُها الناعورُ
أو تسحقُها حوافرُ الخيلِ العطشى
من جراءِ ركضِ الغزواتِ
لتقطيعَ أوصالِ القاعِ
تحت أوتادِ خيامِ الرحالةِ
وتوطينَ النفسَ لهدأةِ الليلِ الطويل ...
متى تدقُ معي وتدَ الاستقرارِ
كي نرعى معاً
حروفنا في مروجِ الأحلامِ
ما أحلى هذا الهيام ..
٥-١١-٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق