أبحث عن موضوع

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

الحدباء تناديني.................... بقلم : ضمد كاظم الوسمي // العراق



سَلْ دِجْلَةَ الْخَيرِ عَنْ أَرْضِ الرَّياحِينِ
عَنْ مَوصِلِ السِّحْرِ في عُمْرِ الثَّلاثِينِ
*
عَنْ نَسْمَةِ الصُّبْحِ عَنْ أَنْداءِ شاطِئِها
عَنْ قُبْلَةِ الدِّفْءِ في لَيلِ الْكَوانِينِ
*
عَنِ الشَّبابِ تَهادى في مَرابِعِها
وَحِينَ وَدَّعْتُهُ دَمْعاً يُهادِيني
*
لِلهِ دَرُّ الْغَواني مِنْ لَواعِجِها
لَو كُنْتُ رابَيتُها وَجْداً تُرابِيني
*
تِلْكَ النَّوادي كَمِ اكْتَضَّتْ أَرائِكُها
بِنُجْعَةٍ بَلْ وَخُلّانٍ تُبارِيني
*
وَأُمْسِياتُ هَزارِ الشِّعْرِ يُطْرِبُها
في شارِعِ النَّجَفيْ حَدْوُ الدَّواوِينِ
*
عَنِ الْجُسورِ وَغاباتٍ تُغازِلُها
وَفَرْحَةِ النّاسِ في سُوقِ الدَّهاقِينِ
*
عَنِ الْكَنائِسِ تَدْنو مِنْ مَساجِدِها
عَنِ الْعُلومِ وَتَرْتيلِ الْقَرائِينِ
*
تَكْبيرَةُ الْعيدِ تَلحينٌ يُرَدِّدُهُ
ضَرْبُ النَّواقيسِ في عيدِ الشّعانِينِ
*
عَنِ الْأَصائِلِ تَعْدو في مَضارِبِها
عَنْ دَلَّةِ الضَّيفِ عَنْ هَيلِ الْفَناجِينِ
*
بَشاشَةُ الشَّيخِ وَالْتِرْحابُ يُشْبِعُني
كَرَيَّةِ الْوَرْدِ مِنْ غَيثِ التَّشارِينِ
*
عَنْ نَينَوى وَبَني حَمْدانَ أَسْيُفُها
عَنِ الْعَزائِمِ في الشُّمِّ الْعَرانِينِ
*
عَنِ الصِّبا تَمْتَطي سَكْراتِ مَيعَتِهِ
أَحْلامُ صَبٍّ فَما عادَتْ تُواتِيني
*
أَينَ الْمَلاعِبُ في أَيّامِ فارِسِها
أَمْ أَينَ صَوباكِ مِنْ طِيبِ الصَّواوِينِ
*
أَينَ الْمَنائِرُ وَالْحَدْباءُ مُنْذُ عَلى
أَعْوادِها قَدْ نَزَتْ أُنْسُ الشَّياطِينِ
*
بِالدِّينِ كَمْ تاجَروا وَالعَصْرُ شاهِدُهُ
ما أَهْمَلوا الرِّجَسَ مِنْ فِعْلِ الْمَلاعِينِ
*
أَينَ الْحَضارَةُ وَالتّاريخُ وا عَجَباً
وَالْأَنْبياءَ تُجازى كَالْقَرابِينِ
*
وَالدِّينُ في مَنْهَجِ التَكْفيرِ يافِطَةٌ
بُعِثْتُ بِالذَّبْحِ أَوْ غازاتِ سارِينِ
*
فَأَيْنَ هُمْ مِنْ هُدى طه وَدَعْوَتِهِ
وَرَحْمَةِ الْحَقِّ في سَنِّ الْقَوانِينِ
*
أَمْ أَينَ هُمْ مِنْ نُهى عِيسى وَرَأْفَتِهِ
وَمِنْ جَميلِ الُألى مُوسى وَهارُونِ
*
كَأَنَّ لَمْ يَبْدَأوا يَوماً بِبَسْمَلَةٍ
أَمّا الدُّعاءَ فَلَمْ يُنْهُوا بِآمِينِ
*
يا دِجْلَتاهُ مَتى هَبَّتْ نَسائِمُها
مِنْ رَوحِ أَرْبيلَ أَمْ مِنْ عِطْرِ دارِينِ
*
وَكَمْ لَها مِنْ رُبى بَغْدادَ مِنْ عَتَبٍ
وَلَوعَةُ الْهَورِ تَغْلي كَالْبَراكِينِ
*
أَمْ عَهْدُها مُذْ مَتى بِالْحَقِّ يُنْشِدُها
يَومَ احْتَوَتْها اللَّيالي بِالْأَظانِينِ
*
بَلْ زَفَّها مُفْتَرٍ جَهْلاً إِلى وَزَغٍ
وَالْجَهْلُ يَعْزُفُ عَنْ كُلِّ الْبَراهِينِ
*
وَلَسْتُ أَدْري الَّذي قَدْ داسَ حُرْمَتَها
عِلْجُ البِغا كانَ أَمْ مِنْ مالِ قارُونِ
*
وَلَسْتُ أَدْري الَّذي قَدْ فَضَّ عُذْرَتَها
حَينَ الْعِدى سَلَبوا نَضْرَ الْخَواتِينِ
*
جاءوا بَشَرِّ اللِّحى مِنْ كُلِّ ناحِيَةٍ
يا قَبَّحَ اللهُ هاتيكَ الْعَثانِينِ
*
في كُلِّ وادٍ لَها حَرْثٌ وَقَدْ جَمَعَتْ
فَتْوى الطَّليقِ إِلى تَلْمودِ شارُونِ
*
ما حَلَّ داعِيَةٌ في أَرْضِ وادِعَةٍ
إِلّا جَلا شُؤْمَهُمْ نَعْبُ الْغَرابِينِ
*
حَتّى مَتى يَفْتِنُ الْأَعْرابَ بَهْرَجُهُمْ
أَتَحْكُمُ الْعَقْلَ نَوباتُ الْمَجانِينِ
*
أَلَيسَ في دَولَةِ التَّكْفيرِ مَنْهَجُها
تَعَصُّبَ الدِّينِ في ظُلْمِ السَّلاطِينِ
*
بَغْدادُ رَغْمَ الرَّدَى يَومَ الْوَغى زَأَرَتْ
يا أُمَّتي هذِهِ الْحَدْبا تُنادِيني
*
وَالْمَرْجِعُ الْمُرْتَجى ما قالَ قَولَتَهُ
إلّا وَلَبّاكِ أَبْناءُ الْمَساكِينِ
*
زَحْفاً مِنَ الْبَصْرَةِ الْفَيحاءِ قَدْ رَكَبوا
قَوارِبَ الْحَشْدِ في كُلِّ الْمَيادِينِ
*
وَالْجَيشُ في نَينَوى إِذْ صالَ صَولَتَهُ
أَعْيَى دَواعِشَهُمْ عَيَّ الْبَراذِينِ
*
وَرايَةُ النَّصْرِ قَدْ رَفّتْ عَلى وَطَني
نَصْرُ التَّحَرُّرِ مِنْ نِيرِ الثَّعابِينِ
*
بُورِكْتَ شَعْبَ الذُّرى نَهْراكَ مَلْحَمَةٌ
تَحْكي جَمالاً تَهادى في الْبَساتِينِ
*
أَلفَنُّ دَيْدَنَهُ لكِنّما يَدُهُ
لَمْ تَتْرُكِ السَّيفَ في ظِلِّ الْأَفانِينِ
*
وَالْيَومَ رَغْمَ الْجِراحِ النّازِفاتِ دَماً
يَبْقى السَّلامُ عِراقيُّ الْمَيامِينِ
*

20 آب 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق