أبْصُمْ
قال السلطان
إني أصدرت أوامري اليوم
سأنزع الأزرق من عينيك
سأزيح النور من قلب الألوان
قلتُ
يا سيدي
وكيف السماء
أضمُّ زرقتها كل رمشة قلب
وقد زرعتُ فيها نجيمات
هي بعض أحلام
بعض صبيات
ولدتها ذات مخاض
عندما جنَّ جنون الأوطان
ضمختها بدمي
سنابلَ قمح
وأريجَ أُقحوان
قال السلطان
اِنسَ السنابل يا ولدي
اِنسَ القمح
اِنسَ الأرض
اِنسَ البيادر
لا سماءَ تؤويكَ اليوم
إنَّا قضينا أمرك
قالها
وفي شفتيه
نبرة شهوة
كما كل سجان
قلتُ
وزرقة البحر يا سيدي
كيف العيش
ولا موجَ ينهشني
ذاك الأزرق الساكن الأحضان
حين شواطئي
تضيق بها مدنُك يا سيدي
وحدها ضفاف البحر
تشرب غضبي
تعبي
نزقي
حبي
جنوني
شبقي
من غير البحر
يسكت هدير قوافل الخذلان
زرقة البحر يا سيدي أمان
حين عساكرك
تجتاح قلاعي
تهد ممالك أحلامي
تقتلع أظافر أولادي
تعيث الفوضى في صدري
تحيلني كومة يأس
تشنق شموس الأزمان
وحده غضب الموج
حين
يرتطم في جبال غضبي
نثرا ينثرني
مخاضا يمخضني
يجمعني
يعيدُ في
الإنسان للإنسان
يُعيد سِرَّ الخواتم لسليمان
يعيدني أنا
يُلبِسني حكمة الأعماق
يزرع النبوة في الأحداق
يهديني سر العشاق
يرسم لي آيات العنوان
يا سيدي
خذ كل أزرقك
خذ وعودك
خذ حقولك
لا أزرق
إلا ذاك الذي يسكن قلبي
مشاتل وعد
وعهود إيمان
خذ هذا العمر إذن
خذني إذن
إني بصمت حتفي
فهل يحتاج الموت
الى حفلة استئذان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق