دخلت أمي ، ليتسمر الجميع في أماكنهم،و تنفرج أعينهم يركزون في فطور الصباح ، كانت أمي تشيح بناظريها بين الأفراد السبعة الجالسين ، و قد فصلت بينهم طاولة الإفطار المنمقة بفطور شهي ، و ترمق أبي بحدة و قد تقاطرت الزبدة على شاربيه ، لتنفجر كبركانٍ ثائرٍ،و هو يلعق ما تبقى على شارِبهِ السفلي.ستضعه تحت وقع التهديد مجددا. كلمت نفسي و أنا أراقبها بابتسامة، لم تتغير أمي بعد أربعين سنة من زواجها بأبي ، تفتعل المشاكل في كل اجتماعٍ عائلي و تهدد أبي بالطلاق في كل مرة ، لم تشفع لها الأربعين سنة التي عاشتها مع أبي تحت سقفٍ واحد ، لكن ما يدهشني أن أبي لا يرد عليها في كل حالات الغضب التي تثيرها ، ما زاد من غليانها حين رشف القهوة و تطايرت بعض القطرات من بين أسنانه المحطمة و هو يضاحك الصغيرة ريمة.و أردفت تقول بغضبٍ شديد:
- لن أبقى دقيقة أخرى هنا !...و طرقت فنجانها بقوة على الطاولة ، و أخلت مكانها.
كان الجميع يبتسم من تصرفها الصبياني رغم عمرها الذي شارف على الستين سنة ، إلا أنا كنت أدرك أن أمي ستطفئ ثورة نفسها في غسل الملابس كعادتها بعد كل شجار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق