أبحث عن موضوع

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

الشعر يبكي.................... بقلم : عادل نايف البعيني / سوريا




الشــعرُ يــبكي حَسْرةً وتَحَـسُّرا
يشكو زمـاناً بـاتَ فيه مُقَـــصِّرا
.
أَهْــلوهُ غابُــوا لا غـبارَ بِساحِـهِ
والحرفُ حارَ متى يعودَ مُنَــوِّرا
.
صـارَ القصيدُ كما تجــارةُ بائـعٍ
مُتَجَــوّلٍ يُــلقى الكلامَ مُكَــسَّرا
.
يــا شــعرُ نُـحْ هــــذي نِهايةُ مَنْبَرٍ
هُدِمَتْ أُصـولُ بِـــنائِهِ فَتَــــحَدَّرا
.
رَعَشَ الأُولى بِقُبُورِهِـم وَتَنَاوَحُوا
وَنَعَوْا قَصِــيداً كانَ شِعْراً مُزْهِـرا
.
حــتى إذا قَــحَمَ العَرينَ دُعاتُـــهُُ
سَـفُّوا بــهِ حتى اسْتُـهِينَ فأَدْبَــرا
.
شُعَراءُ جــاؤُوا يَنْتَخُونَ بِشِعْرِهِمْ
نـَظَــمُوا الكلامَ فَضَـيّعُوهُ تَحَسُّرا
.
هذا يَقُولُ: أنــا الجلــيُّ بخبرتي
فَيَـــردُّ ثــانٍ ساخــرا مُـتكــبّرا
.
"إنّــي وإِنْ كُنْتُ الأخيرَ زَمَانُه"*
لأٌُسابِقُ الأَعْشَى الْمَعَرّي عَنْــتَرَا
.
وَإَذا دَخَلْتَ إلى مَعَانِيَ نَظْــمِهِمْ
لَوَجَــدْتَهُ غَـثًّا ضَعِـيفاً مُنْـــكَرَا
.
فَنَبا اِلْتَــزامٌ فــي قَوَاعِدِ نَـحْوِهِ
أو في بُحُورِ الشِّعر إِذْ ما أَبْــحَرَا
.
صَفـُّوا الحُرُوفَ وقالوا:هذي ومضةٌ
وَمَضَتْ بأَغْلاطٍ فَساءَتْ مَنْــظَرَا
.
حَتَّــى إِذا قُــلْتَ الحَقِيْــــقَةَ مُــرَّةً
زُمّــتْ شِــــفاهٌ حِنْـــقةً وَتَــكَدُّرا
.
يا شعرُ لا تَبْــكِ فـإنّ حَــــضَارةً
أَعْمَتْ بَصَائِرَنا وساءَتْ مَحْـضَرا
.
جَعَلَتْ مِنَ الشِّعرِ البــديعِ مَطِـيّةً
عاثُوا بِــهِ واسْتــَهْدفُــوه تَــكَـبُّرا
.
لَجَدِيــرُ أَنْ تُــرْمَى بلا أَسَـفٍ وَإِنْْ
سَحَــرَتْ فُــؤَادَ مُرِيْدِها فَاسْـتَكْبَرَا


* تضمين شطر بيت للمعري مع تصرف لنقله من الطويل إلى الكامل.

محبتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق