خرجتُ من حلم الزهور أبحث عن الربيع، فتفاجأت بالشتاء قد وطأتْ أقدامُه حياتي، وأطراف من خيوط الشمس تلوح بحزن مغادرة، بيدي تفاحة رميتها إلى الظلام من قطار مسرع، فكان من بين ظلال الشجر يلوح ضوء خافت، كأنها حزمة من ضوء القمر، تلك التي أعجبتْ بتفاحتي فأخذتها قبل أن تبلغ الأرض، واحتضنها بشوق، فقال القمر: إنها مدورة شبهي حينما أكون بدرا، لكنها تحمل ألوان قوس قزح فهل كانت تسبح في المطر؟ فما أجملها من تفاحة غريبة، وبعد وقت قصير بدأتُ أقشر موزة أَسُدّ بها جوعي، بكت وقالت: أنا كذلك أشبه القمر وهو هلال، أسكتُها خوفا من أن يراها القمر ويأخذها أيضا وتبقى معدتي خاوية تئن من الجوع، وفي أخر الرحلة ترجلت من القطار ودخلت بستاناً قرب المحطة مليئاً بالأشجار، برتقالة ناضجة ضحكت بصوت عالٍ، وقهقهت فهرب الندى وحل مكانه المطر. وتحت زخات المطر مشيت وقفزت ورقصت كأنني في أجواء فيلم هندي. وفي أخر المشوار كانت هناك حفرة خبّأها الماء انزلقت قدمي وسقطت على إسفلت الطريق، الماء تحتي والمطر فوقي لكني لم أصب بمكروه، وقفت وأنا في أطرف حالة مزرية، لم أبالِ لأن منزلي قريب، دخلته، أخذت حماماَ وذهبت لأنام، طرقات على الباب تحول بيني وبين راحة مستحقة، فتحته لأجد صديقي، هو كذلك سقط في الحفرة نفسها بعدما تبلل بالمطر، ضحكنا وطار النعاس من أعيننا حتى الصباح، الشمس كانت غاضبة لأني صادقت القمر، أرسلت خيوطا ذهبية وعلقتني بين نخلتين في حديقة المنزل دون حراك طفقت أتأرجح وأطلق الأغاني والصفير حتى المغيب. نهض من سباته ظلي وقال :اعذرني يا صاحبي كنت معك طوال الليل يقظاً ونمت بعد ذلك وأنا غير دارٍ، قلت له: قم أيها الكسلان وأنزلني، أجابني: لا أستطيع أنا ظل شفاف لا أمسك شيئا ولا أحدَ يمسكني، فقامت إحدى النجمات التي سمعتني أغني وأحدث ظلي، بإرسال شعاع من بريقها الأزرق كأنه سيف بتار إلى ظلي، وقام بقطع خيوط الشمس وحررني، جلست على الأرض متعبا جوعان، تركت كل شيء وذهبت للنوم عندها توقف سرد الحديث وغابت الأحلام.
أبحث عن موضوع
الأحد، 10 سبتمبر 2017
أحلام فانتازيا.................... بقلم : وسام السقا // العراق
خرجتُ من حلم الزهور أبحث عن الربيع، فتفاجأت بالشتاء قد وطأتْ أقدامُه حياتي، وأطراف من خيوط الشمس تلوح بحزن مغادرة، بيدي تفاحة رميتها إلى الظلام من قطار مسرع، فكان من بين ظلال الشجر يلوح ضوء خافت، كأنها حزمة من ضوء القمر، تلك التي أعجبتْ بتفاحتي فأخذتها قبل أن تبلغ الأرض، واحتضنها بشوق، فقال القمر: إنها مدورة شبهي حينما أكون بدرا، لكنها تحمل ألوان قوس قزح فهل كانت تسبح في المطر؟ فما أجملها من تفاحة غريبة، وبعد وقت قصير بدأتُ أقشر موزة أَسُدّ بها جوعي، بكت وقالت: أنا كذلك أشبه القمر وهو هلال، أسكتُها خوفا من أن يراها القمر ويأخذها أيضا وتبقى معدتي خاوية تئن من الجوع، وفي أخر الرحلة ترجلت من القطار ودخلت بستاناً قرب المحطة مليئاً بالأشجار، برتقالة ناضجة ضحكت بصوت عالٍ، وقهقهت فهرب الندى وحل مكانه المطر. وتحت زخات المطر مشيت وقفزت ورقصت كأنني في أجواء فيلم هندي. وفي أخر المشوار كانت هناك حفرة خبّأها الماء انزلقت قدمي وسقطت على إسفلت الطريق، الماء تحتي والمطر فوقي لكني لم أصب بمكروه، وقفت وأنا في أطرف حالة مزرية، لم أبالِ لأن منزلي قريب، دخلته، أخذت حماماَ وذهبت لأنام، طرقات على الباب تحول بيني وبين راحة مستحقة، فتحته لأجد صديقي، هو كذلك سقط في الحفرة نفسها بعدما تبلل بالمطر، ضحكنا وطار النعاس من أعيننا حتى الصباح، الشمس كانت غاضبة لأني صادقت القمر، أرسلت خيوطا ذهبية وعلقتني بين نخلتين في حديقة المنزل دون حراك طفقت أتأرجح وأطلق الأغاني والصفير حتى المغيب. نهض من سباته ظلي وقال :اعذرني يا صاحبي كنت معك طوال الليل يقظاً ونمت بعد ذلك وأنا غير دارٍ، قلت له: قم أيها الكسلان وأنزلني، أجابني: لا أستطيع أنا ظل شفاف لا أمسك شيئا ولا أحدَ يمسكني، فقامت إحدى النجمات التي سمعتني أغني وأحدث ظلي، بإرسال شعاع من بريقها الأزرق كأنه سيف بتار إلى ظلي، وقام بقطع خيوط الشمس وحررني، جلست على الأرض متعبا جوعان، تركت كل شيء وذهبت للنوم عندها توقف سرد الحديث وغابت الأحلام.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق