قَالَتْ ثمرةُ البرتقالِ الشهيةُ للسكينِ التي قشَّرتْ جلدها وفصلته عن جسدها :
كم تألمت من جرحك العميق أيتها السكين !
حين سلخت جلدي عن جسدي وغرستِ نصلكِ في قلبي المحب للحياة والجمال !
ولكني الآن عرفت أن جرحك أظهر جمالي ورقتي ومذاقي الجميل وإن اندثر عطري وتلاشى بريقي ، ولولاك ماصرت ملكة البيارات وهوى البشر أجمعين .
وحين جرحت السكين ثمرة تفاح بيد إنسان عاتبت التفاحة السكين قائلة : لقد شوهت جمالي حين نزعت عني البريق في وجهي الجميل ،وصار مغضوضنا و هذا بجمالي ومقامي بين الفواكه لا يليق ،
فقد كنت ملكة الفاكهة كلها .
كم تألمتُ بنصلكِ حين دخل إلى أعماقي دون إحساس منك أو نظرةِ إشفاٍ أو لين !!
ولكني الآن شاكرةٌ لهذا الجرح فقد أظهر ليني وطيب مذاقي وعطري الأخَّاذ للآخرين ، وإن فقدتُ جمالي الخارجي فقد أصبحت أشهى للأطفال وبعض أسرار ضحكتهم ، ومطلب البشر أجمين أصحاء أو مرضى .
وحين سمعت حوار البرتقالة والتفاحة مع السكين
تعلمت درساً كبيراً لن أنساه مدى السنين ، وعلمت أن للجراح فضلاً علي لن أستهينَ به .
وهل هناك أجملُ وأثمنُ من حبِّ وتقديرِ الآخرين ؟!
وأن أكون جريحةً أفضلُ من أن أغدوَ السكينَ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق