الى الصديق الراحل
بسام مال الله*
بعيد، كحدود السماء
ذلك الليل
لم ندرك صباحه إلا
ونعشك يلامس الجفن
طوال عام
وانا اخبئ لك في جيبي
ذكرى جريحة
انقلها من جيب الى أخر
كالنقود الرطبة !
طوال عام وانا أحمل لك
ذكرى ليلٍ ممزق الاوصالِ
ليلٍ ، فتح فمه حتى اخره
إجتاح المقابر وقضمها من ظهورها
وانا عائد الى مدينتنا المسلوبة،
كنت على أمل الإحتماء بحروفك
في تلك الحواري الضيقة
أن أمشي تحت ظلها
أن أشم عبقها
لكنهم يا صديقي...
قد أحرقوا الحواري والحروف!
وأنا عائد ،
أمد خطواتي المبتورةَ منذ عامين
يداي ترتجفان كأيدي المتسولين
لأخترق صمت المنازل الباكية
لأمسح غبارها القابع
كجثثنا تحت المخيمات
أستجدي دموع الثكالى
لتغسل العار الذي لحقها
و استحضر أكف الامهات
وهن يراقبن من بعيد بكل حسرةٍ،
لتربتن على أكتافها
وتكملنَ الاحلام العالقة
في ذهن الطفولة!
اه ... يا صديقي
ماذا سنخبر الأجيال التي ستكبر ؟
عن هذا الرماد العالق في مفارق رؤوسنا
ماذا سنخبرهم عن هذا الشرخِ
الذي أحدثه كتاب التاريخ
والذي كلما تحسسناه
التصقت كل المقابر الجماعية في أحداقنا
أه ... يا صديقي
نخشى أن نخبرهم بأننا متناقضون
كالسكين واللحم
و شعارات الأمل لدينا زيف،
وبطن خاوِ يتجشأ
ف حقيقة البقاءِ ،
كمن يحفر قبره بملاعق الطعام ِ
فلندعهم يمدُّون أجنحتهم
فإن هذا الوطن عجز عن مدِّ جناحيه **
*بسام مال الله ابن بعشيقة وكان من مبدعي القصة القصيرة. رحل قبل اوانه وترك اثرا كبيرا في نفس كل من عرفه
**من وحي قصيدة شفيق الكمالي
(وطن مدّ على الأفق جناحا )
بسام مال الله*
بعيد، كحدود السماء
ذلك الليل
لم ندرك صباحه إلا
ونعشك يلامس الجفن
طوال عام
وانا اخبئ لك في جيبي
ذكرى جريحة
انقلها من جيب الى أخر
كالنقود الرطبة !
طوال عام وانا أحمل لك
ذكرى ليلٍ ممزق الاوصالِ
ليلٍ ، فتح فمه حتى اخره
إجتاح المقابر وقضمها من ظهورها
وانا عائد الى مدينتنا المسلوبة،
كنت على أمل الإحتماء بحروفك
في تلك الحواري الضيقة
أن أمشي تحت ظلها
أن أشم عبقها
لكنهم يا صديقي...
قد أحرقوا الحواري والحروف!
وأنا عائد ،
أمد خطواتي المبتورةَ منذ عامين
يداي ترتجفان كأيدي المتسولين
لأخترق صمت المنازل الباكية
لأمسح غبارها القابع
كجثثنا تحت المخيمات
أستجدي دموع الثكالى
لتغسل العار الذي لحقها
و استحضر أكف الامهات
وهن يراقبن من بعيد بكل حسرةٍ،
لتربتن على أكتافها
وتكملنَ الاحلام العالقة
في ذهن الطفولة!
اه ... يا صديقي
ماذا سنخبر الأجيال التي ستكبر ؟
عن هذا الرماد العالق في مفارق رؤوسنا
ماذا سنخبرهم عن هذا الشرخِ
الذي أحدثه كتاب التاريخ
والذي كلما تحسسناه
التصقت كل المقابر الجماعية في أحداقنا
أه ... يا صديقي
نخشى أن نخبرهم بأننا متناقضون
كالسكين واللحم
و شعارات الأمل لدينا زيف،
وبطن خاوِ يتجشأ
ف حقيقة البقاءِ ،
كمن يحفر قبره بملاعق الطعام ِ
فلندعهم يمدُّون أجنحتهم
فإن هذا الوطن عجز عن مدِّ جناحيه **
*بسام مال الله ابن بعشيقة وكان من مبدعي القصة القصيرة. رحل قبل اوانه وترك اثرا كبيرا في نفس كل من عرفه
**من وحي قصيدة شفيق الكمالي
(وطن مدّ على الأفق جناحا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق