أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 17 يناير 2017

زفافك فرحي وحزني............... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



غداً زفافك عبثاً أحاول أن أنسى
أمشي في ألازقه يسلمني
زقاق لآخر ذاكرة لأخرى
أين أنت أين تكونين في أي زقاق
أزقة متشعبة كشرايين قلبك
قريتي التي أغرتني بليلةِ
حب وهمي
قبلت صفعتها السرية
مقابل شيء من النسيان
أين النسيان يا قريتي
كل زقاق يتربص حرجٌ عليكِ
أنا بك قريتي كان موعدنا
وصفة جربتها للشفاء
قتلتني الوصفة
أرى أني تجاوزت جريمة الشوق
لم اكن في صيدلية للأرفع
دعوى على بائع الوصفات
جبلتك بروحي
وازنتُ مقاسك على مقاسي
انت مزيج من اختلافاتي
الاتزان والجنون
العبادة والالحاد
عبقريتي واخطائي
كل سنة من سنوات عمري
..........
زفافك يذكرني بحضورك بغيابك
قريتي تشبهك حدِ الارتباك
مليء يومك كيوم زفافك
فارغا كان يومي كيوم موظف متقاعد
نعيش متناقضين للفرح واخرى للحزن
قادتني قدماي لمقبرة القرية
ابحث عن قبر امي
ادفن بجوارها امرأة اخرى
قبرها بارد كقدرها
كثير الغبار كقلبي
تسمرت قدماي
تجمدت الدموع خبأتها لها
منذ سنوات البرد والخيبة
امي عوضتها بألف امرأة ولم اكبر
عوضتها بألف صدر جميل ولم ارتوي
عوضت حبها بأكثر من قصة حب ولم أشف
كانت عطراً نادراً غير قابل للتكرار
لوحة غير قابلة للتقليد ولا للتزوير
لحظة خبل وجنون تصورت انك امرأة
طبق الاصل عن امي
الجبل الصوان ارحم منك
لو بكيت امامه لأذرف الدمع
لم توسدت احجاره الباردة
لأرتفع من شقوقه ما يكفي من الدفء لمواساتي
لو ناديت جبل التوباذ
امي
لأجابني مفجوعاً ماذا ألم بك
خفت على تراب امي من العذاب
حياتها مواسم الفواجع
اخاف عليها بعد موتها من الالام
احاول كلما زرت قبرها
اخفي الدموع واكبت النواح
ماذا لو كان للموتى عيون
لو كانت المقابر لا تنام
لم اذرف الدمع وقتها للبكاء
نبكي فيما بعد
مررت يدي على شاهد القبر الرخام
انزع عنه غبار الايام
اعتذر له عن الاهمال
القيت بخطاي خارج مدينة التراب والرخام
..........
نحاول ان نصدق الاكاذيب
عندما تهطل الامطار داخلنا
من يجلو دمع السماء
..........
نخب الذاكرة كأسي الملآى بك
يا محترفة النسيان
نخب شفتيك وعينيك خُلقت للكذب
نخب زفافك جاهز للبكاء
نخب عيناي عاجزة عن الدموع
تُحلّين دمي تخونّين
أطلقتِ رصاصة الغدر
خمرٌ فرحي وحزني
كأسي الاخير أدلقه بجوفي
لأرتكب الجنون الاخير
ــ لا خمر بعد اليومـــ.
متِّ أُشيعك على طريقتي لو تفهمين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق