أبحث عن موضوع

السبت، 24 ديسمبر 2016

حقيبة العمر المتهرئة ................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




كانت أمّي
تعبئ حقيبتي
رغمَ أنفي
من أشيائِكَ وأشلائِكَ الأنيقةِ
أحملُها طوعاً على ظهري
إلى مدرستي وحقيقتي المرةِ٠٠
في الدّرسِ الأوّلِ
أحكي لمعلمي عذري المتكرّرَ
غيابَ ذهني بلا مبرّرٍ
لم ينسَ تفتيشََ الدّفترِ
وواجبُ البيتِ
كتبتَهُ عشراً
مستلقياً على بطني
ولا أقدرُ ٠٠ كما أمرني ٠٠
ألبّي الأكثرَ٠٠
أكملتُ درسيَ من تلقاءِ نفسي
لقّنتني أمّي حروفَ العلّةِ
ومعونةَ أبي على الهجاءِ
وتفسيرَ الجملةِ بالكلمةِ
قالَ لي :- يا ولدي أنا واثقٌ
إنّكَ ستتعلمُ
ستكونُ كما أحلمُ
( دفترداراً أو معماراً )٠
وقعَ الماضي صريعاً
وسطَ حضني المبلّلِ
تعّلمتُ كيفَ أكبرُ
أحضرُ حفلةَ التخرّجِ
مع أترابي
في الحلفِ الأبيضِ
وإستقامةِ شهادتي
خلفَ زجاجِ النّشرِ
على حيطانِ غرفتي
ذاتِ السّريرِ الأوحدِ
أخفيتُ حروفَكَ
بالحبرِ السريِّ
تحتَ الأطرِ المعلّقةِ
أسمُكَ تعويذةُ أركانِ البيتِ
أنثرُ عطركَ أينما يكونُ الوجدُ
ألمّعُ - من أجلِكََ - ( بسطالي )* الأسوَدَ
يومَ ألزمني الإجباري
إرتداءَ ( الخاكي )*
أنتَ القطنُ الأبيضُ
المنحني إجلالاً
على رقابِ جروحي
تنتظرُ السنينَ العجافَ
متى تنجلي٠
وقارُ حبّاتِ القمحِ
يصطفُّ طابوراً
يتحلّى بدورانِ الرّحى
والكّفِ الأخشنِ٠
رفيفُ جناحي العالقِ
على فزّاعةِ الحقلِ الممتدِّ
إلى ألوانِ تضاريسِكَ
أناملكَ ترسمُ جغرافيةَ الأكوانِ
وتمزجُ الدّنيا بالآخرة
فيكَ المواسمُ تقلبُ الأطلسَ
بزخّاتِ المبدأ٠
خطوطُ المشيبِ
تعمُّ على الأيّامِ٠
ليتني كنتُ نهراً
فأفوزَ بقاربٍ جريءٍ
ينقذني من هذا الجدولِ
أو يخطّطُ ليَّ
المستقبلَ الأنصعَ
كنا نعدّهُ
مهرَ الزواجِ
متى تأتي ؟
يا كلَ مجهولٍ٠٠
يا الكامنَ خلفَ الأفقِ
مظلةُ الإنتظارِ
بيدِ الأحلامِ السائرةِ
نحو وديانِ المهجرِ٠
خرقنا السفينةَ
كيلا يأخذنا الملكُ غصباً
ولا نبعدُ تيهاً عن صحراءَ
فوقَ سنامِ العراءِ٠
أصابنا الجفافُ
وتذرونا الرّياحُ لعباً
أنتهى المفعول فينا
كدنا كدقيقٍ في رمالِ بلادي
أو كجذورِ النّخلِ في الأرضِ
من يقلعني ؟٠٠
حقيبتي مركونةٌ
في الركنِ الشديدِ٠٠٠٠٠٠٠٠
* البسطال = حذاء يستخدمه الجندي
* الخاكي = لون الملابس العسكرية المائل الى لون الصحراء



  ٢٢-١٢-٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق