أبحث عن موضوع

الأحد، 23 أغسطس 2015

(خاطرة) أُرجُوحَةُ الأمل............... بقلم : رائد الحسن // العراق











جرّدَتْهم الحربُ مِن كلِّ شيءٍ، دورهم، مدارسهم، ألعابهم، مراعي حياتهم.
فالحرب، لا تخلّف، الأ التشرّد والتهجير والضياع والتشرذم والألم.
لكن دولاب الحياة، يدور ولا يأبَه بالأحداث ولا يتوقف عند المتغيّرات الجِسام، يسيرُ ويأخذ معهُ كل إنسان، شاءالله أن يبقيه حيًا، يأخذه معه مُتدحرِجًا، مرةً الى وديانٍ سحيقة وأخرى متسلقًا الى جبالٍ عالية، مارًا بالأنهار النقية أو بالمستنقعات الآسنة، مُتنَفِّسًا عبير زهور الرياض العذراء أو عفونة الأطعمة المتفسِّخة، مُستلِذًا بِطعمِ لحظاتٍ تمرق بسرعةٍ أو متألِمًا بجرحٍ يصّبُ وَجَعًا وينزِفُ دَمًا... تستمرُ الحياةُ، والحيُّ تحت أجوائها، يحيا، وعليهِ أن يتقبلّها بحلوِها ومُرِّها، مُوَدِّعًا ذكرياتَ الماضي وآلامهُ مُرحِّبًا بواقعٍ يُقبل، فاتحًا ذراعيهِ لمستقبلٍ مفعم بالرجاء ومملوء بالأمل.. يفوز فيه كلُ مَن يركبُ موجة القناعة ويتشبّع بعبقِ الرضا، يتكيّف مع الموجود، يتأقلم مع المُمكنِ المنساب بين الأيادي، ناسيًا السالِفَ، محتضنًا الآيبَ، مُستعيرًا إبتسامةٍ مِن جمالِ الطبيعةِ، مُقترِضًا فرحةً مِن إشراقةِ الشمسِ، مُستلِفًا حُلمًا مِن زقزقةِ العصافيرِ، راسِمًا صورةً مؤطرةً بأكاليلِ التَمَنّي، خاطًّا كلماتٍ كبيرةً تَشّعُ أنوارُ البشرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق