رحلة الفأس في قفة من حرو ف
عبدالجبارفياض مطلية بشورج الفاو/1/ب
البطائح كانت تغطي غالب المنطقة من واسط الى البصرة، والفرات يصب في البحر مباشرة، ام دجلة فتخرج من موقعها الحالي عند القرنة وتسمى حين ذاك بالعوراءوهو مجرى شط العرب الان حيث تلتقي الفرات،البصرة حالها حال ماترمز له العراق ؛عانت في تاريخها الويلات الجسام والمظلم العظام ليس فقط لمحاصرة قوات ايران لها وقصفها بالمدفعية والايقاع تنكيلا باهلها واحتلالها بل تعرضها الى الغزاة والدهامة من الاعراب واخطرهم ال عبد الوهاب الذي اخذوا قسطهم من ارهاج الاطراف وسلب القوافل والتنكيل بهم ومن حكامها عانت الامرين تارة ابن ابيه الذي خطبهم في البتراء حيث لم يحمد الله فيهاكالمعتاد يقول:
*اذارأيتموني انفذ فيكم امرافانفذوه على اذلاله . وايم الله ان لي فيكم لصرعى كثيرة فليحذر كل امرئ منكم ان يكون من صرعاي.*
واوقع بهم القتل بالمجان وبلا استثناء وخلفه الحجاج الثقفي واليا فاقام المذابح واوثقهم بالقتل لم يسلم بيت كبير او صغير من بطشه اليس هي العراق وهو ابن جﻻ يقول ﻻهل العراق في خطبة له:
*يا اهل العراق ان الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والاطراف والاعضاد والشغاف ثم مضى الى الامخاخ والا صماخ . ثم ارتفع فعشعش ثم باض وفرخ فحشاكم شقاقا ونفاقا*
وخص البصريين بخطبة قال فيها:
* ان الله كفانا مؤنة الدنيا وأمرنا بطلب الدنيا . مالي ارى علماءكم يذهبون وجهالكم ﻻيتعلمون وشراركم لايتوبون تحرصون على ما كفيتم وتضيعون مابه امركم*.
يقول الرحالة والمؤرخون وكل من شهدها انها من اجمل المدن طرا ولكن من اكثرها ويلات هاجمها البرتغاليون وقصفوها وكان الحكام من افسد الناس وخصوصا لما يعانوه من ما تتعرض المدينة له فيصبوا غضبهم على اهلها .في الفترات الها نئة يعيش في ابهة وجاه. يندر لوالي خﻻل اربعة قرون من احتلال ال عثمان ان تجاوز سور المدينة اوخندقها يقضي ايام الرخاء في قصره بما تدره الكمركة *المآصره*. عندما تتعرض المدينة للهجوم من الاغراب يهب الاعراب من اطرافها لنجدتها وغالبا تستعين ببغداد وفي بضعة سنوات عاشت هدوء وامان عندما باع الوالي احد الاغنياء حكم المدينة وكان يقال انه في اصله يرجع الى السلاجقة وامه عربية واطلق عليه افرسياب وحصن المدينة وجند حراس من اهلها وانقطع عن بغدادالا ان هجمات من المنتفكيين هذه المرة والبدو . وفي عام1690م انتشر الطاعون العارم ويقال انه كان يحصد في اليوم اكثرمن خمسمائة من الناس يموتون في الازقة ولا من يدفنهم . وظهرت سطوة المنتفكيين برأسة مانع بن مغامس فحطم الاسوار وارهج الناس وعاث فيها الخراب فضعفت لتسقط في احضان حاكم الحويزةالذي بذريعة محاربة اهل المنتفك ساد وهبت بغداد لتقديم الدعم واعقب استردادالمدينة هجمات ال عبد الوهاب التي لم تنقطع وقد خصها بالتاريخ كتاب شيق من تاليف الوجيه البصري عبد الواحد بن الشيخ عبد الله باش اعيان.
ودخل البريطانيون العراق من الفاو وعبر البصرة وقاتلهم الجيش العثماني على اطراف المدينة لينالها الويل وتفاقمت ثبورا ان قوات من اهل العراق قاتلت المحتل الجديد تحت لواء وفتوى المرجعية بقيادة محمد سعيد الحبوبي وصدوا الجيش البريطاني واوقعوا به خسائر كبيرة انعكست في تعامل المحتل مع اهل البصرة رغم ان المواجهة كانت في الشعيبة احد اطرافها دمر المحتل وكان له مقيمية ثابته من زمن طويل فيعرف كل ما يريد عن المدينة واهلها لقد استخدم قضبان حديد السكة المزمع مدها بين كاظمة عبر البصرة وبغداد الى اوروبا في مد جسور واغراض اخرى تجعل منها لاقيمة لها واستخدم الخشب الذي يوضع تحت السكة كحطب للطبخ في معسكراته. لانهاء فرصة مد سكة القطاروكانت مهمة مدها قدانيطت بالالمان وعارضتها حكومة الهند البريطانية، ذلك لدواعي لسنا بصددها ولكنها تتلخص بانها لاترغب بابقاء اطراف البصرة معها ووقعت مع المشايخ معاهدات سرية لضمان خروجهم واستقﻻلهم كما لاترغب ان يكون العراق مترابطا ولا منفتحا على العالم. سلبت البصرة والعراق اجزاء من اطرافه لها قيمة ولها الارتباط بالتاريخ كما فعلت في العشرينات عندما خانت خزعل الكعبي والحقت امارة المحمرة واﻻحواز بايران .التي هي وراء كل الحروب في القرن العشرين مع ايران فقد هيمنت على عبدان ومدت سيطرتها على شط العرب واليوم غالبه ايراني ولاسباب طبيعيه مع التمدد فان الغد سيكون هذا الممرﻻيران بالكلية كما فعلت جهات اخرى باجزاء من البصرة اﻻن ومثلماحصل في الحرب الكونية اﻻولى حصل في 2003 حيث قاومت الفاو فالحق المحتل غضبه بالبصرة وخلال الحرب مع ايران في الثمانينات من القرن الفائت شهدت المدينة اعنف المعارك وقصفت مئات المرات واحرقت اكثر ثرواتها من النخيل واليوم انهارها بين الردم وشحت الماء والملح الذي سلطته علينا من مبازلها الجارة ايران مما جعل اﻻنهار المتبقية غير صالحة . تعاني الاهمال هذا الثغر الثري اننا نرى ان الشروخ التي حدثت بعد واقعة الجمل ومقتل طلحة والزبير واﻻحتلالات الايرانية واﻻحتﻻل البريطاني وثورة الزنج وخراب البصرة وما تعانيه الان سلسلة من اللعنات هي خلاصة ثيمة تاريخ هذا الوطن وناس البصرة باختلاط الاجناس والاعتقادات هم العراق نلمس الماساة في طيبة اهل البصرة وجلدهم في خشابتهم* وهيوتهم* في ما يعانوه من اهمال في شحة ماء الشرب وتحدب النخلات في خراب قصور ايام المجد وكانها محط صراع الراعي والفﻻح التي ترمز له الاسطورة السومرية في حومة الالتحام يتبادل اهل البصرة فيما بينهم المحن والمنافع:
*الفﻻح اكثرمني......الفﻻح اكثرمني
ما الذي يملكه الفلاح اكثر مني ؟
اذا اعطاني ثوبه الاسود ؟اعطيته نعجتي البيضاء
ولئن اعطاني رداءه الابيض
اعطيته نعجتي البيضاء
ولئن سقاني اول نبيذ من ثمره،سقيته لبن الاصفر*
ولكن الالهة لها ما تراه في احداث الفرقة والتميزبين الناس
*يا اختاه!ان الراعي الذي يملك الشئ الكثير
ايتها العذراء*انانا*لماذاﻻترتضيه زوجا لك؟
ان سمنه جيد ،ونبيذ تمره وكل شئ
تمسه يد الراعي يصبح زاهيا*
وتجيب الربة
*لن اتزوج الراعي الذي يملك الشئ الكثير
في ......الجديد لن اتبختر
في....الجديد لن انطق
بكلمات التمجيد
انا العذراء ،ساتزوج الفﻻح
الفﻻح الذي يجعل النباتات
تنمو بغزارة*
تلكم قدر الرعاة في البصرة والعراق
لان ارضه ارض البطائح والمياه ﻻاعرف جوابا ولوعرفت لقلت!!!!
انكي اله الحكمة والماء السومري يغنون له
*يا سومر!ايها البلد العظيم ،
يا اعظم بلد في العالم
لقد غمرتك الاضواء المستديمة
والناس من مشرق الشمس الى مغربها
هم طوع شرائعك المقدسة*
ماالجدوى
*انكي*في ا هوار،في ا هوار كان يتنزه
يقول لرسوله*ايسمد*ما هذا النبات؟
فيجيبه رسوله*ايسمد*
يل ملكي ،هذا نبات الشجر يقطعه له
فياكله *انكي*
ولكن الالهة لم ترضى ابدا
*يا انليل!يا ابتاه لقد سقط بكي في العالم السفلي
وسقط مكي في العالم السفلي
فارسلت انكيدو لجلبهمالي
فوقع في قبضة العالم السفلي*
البكي الطبل والمكي العصا والمتحدث جلكامش الذي ثلثاه اله وانكيدو ابن الغابة الذي صارعه لكنه صار صديقه اﻻبدي ولاجله سيقطع القفار والبحار ليجلب العشبة ويلتقي جده اتنوبشتم ويعبر ماشو ويعود بالعشبة. لكن الافعى تسرقها ؛فيذهب الخلود، ومعه صديقه، وراحة البال، والامان. تعمل حكمة سيدوري بان المصير محتوم. يبحث عن عن اشباه شمخه* ويرفض عشتار الربة بثلثة البشري يجلب لاوراك غضب الربة. مصير انكيدو ﻻنه لم يلتزم بتعليمات صديقه فناله المصير وهو ما حل بكل من لم يستمع للحكمة من التاريخ الذي يعرفة كلكامش .
الذي ارضى الربة الحزينة بقطع شجرة الهولوبو التي نعتقدها الصفصاف وصنعت الربة كرسي وسريرمن اخشابها وهي اصﻻ انبتتها وقد جاءت بها من ضفة النهر وشتلتها لتكبر وتستفاد من خشبها ولاجل الربه هجرت ربة اخرى وهجر طائر الزو الى الجبال .استعان كلكامش بالفأس
*الفأس والسلة تبني المدن
الدارالثابتة الاركان تبنيهاالفأس،الدار الثابتة الاركان
انشأتها الفأس الدار الثابتةالاركان هي التي
ستنبت اﻻزهار
الدار التي ثارت ضد الملك
الدار التي لاتستسلم لملكها الفأس يجعلها تستسلم للملك
؛؛؛؛؛؛
المجد للفأس*
سنرى ان الفأس له المجد في تاريخنا وهو ما استوعبه الفياض جيدا
*انانا*رحلت الى العالم السفلي وتركت الارض
ومضت الى العالم السفلي*
والربة استبدلت حجزها هناك ببديل هو دموزي
انها حكمة هذه البﻻد . طوفان وويﻻت وجدب ويباب ولكن لابد ان يعود تموز بالنماء والخصب .ميثولوجيا هذه ولكن هو تاريخنا وواقعا .هذا نحن البشر والحجر في هذه الارض والبصرة صندوق كله ادراج لفائفها تحكي ذلك و تصورهذه الحقيقة ايقونة تدعى عبد الجبار فياض يرجم الحروف بمقلاعه صوان بعد صهرها كلمات او ينفح من اريج اهل الارض فتغدو زهور نشم بخر الهور وعطن الزور ويشعل النار كما اهل البتيرة* في ايام الصيف مع القيض تهب عليهم اسراب من الهوام والدعاسيق. يستخدم السرجين الذي هو وقود عمل قيمر من لبن الجاموس وهو تحت الصاج لصنع الطابق *من تمن الارض وهي كلمة ورثها من اجداده الاوائل يطربنا فاهل البصرة يحبون الكيف والطقطقة ويشجينا ﻻن اهله لهم كل عام موسم للنحيب من يضن ان الطف وراء تلك السولة عند اهل العراق واهم انه تقليد من ايام اوروك جاينه *لموت انكيدو ومناحة لنزول تموز للعالم السفلي وتعبير عن روع الفيضان الاهوج والجﻻدون الذين تسلطوا على الرقاب والمحتلون الذي لايكفيهم ان يحتلوا بل يوقعوا التقتيل ويهدوا السدود ويغرقوا الكور بالماء والدم ولايكفوا عن الايقاع بين الراعي والفلاح ويقسموا البلاد عندما يسقط هذا الجمل الذي في خاصرته مغرز السنين تاتيه السكاكين . ثيمات التقطها الفياض. اثر ايقاع النظم يسري في بعض قصائده ﻻنكره ذلك ولكن نود ونحب قصائدة التي ايقاعها نشيج ونشيد سومري وطقطقة بصرية نحب رائحة الدخان تحت القدور من نار السرجين نحب هيبة الهور في الظلام ورطوبة البصرة وحرها لاننا تعودنا العذاب فنتشهى هذا الغضب اللهاب من شمسنا قال: عنها السياب انها الاجمل وعتمة غابات النخيل الموحش والقمر في غيابة منزل السكون في عيون معشوقاتنا اجمل. الفياض الذي يفيض بالشعر والمشاعر يكتب القريض فترسب في قصائد نثره ايقاع العروض وضربات موجات البحور والخليج على سواحل الفاو فنجد ان الجزر يعود بالماء مخلفا زبدا وملح شورج. نجده يعبرعن من يعمل بجمع ما خلفه الماء وهو يقطر عرقا ويتفصد ماء مالح بين دم ورطوبة وعرقا وليد النصب والاحساس بالنصب عليه وكما من استخدم التبلية*وتسلق النخل في واسط استنبط المواليا الذي كسر البحور وشاع في كل البلاد حاله حال الدوبيت والكان كان والقوما .استنبط الفياض لنفسه طورا من قصيدة النثر نراه فيه اكثر مما نراه بجزالة حرفة في النظم ففي طوره يلخص مدينته التي تختزل تاريخ هذه اﻻرض من الفاو الى زاخو مطالعة الفياض واعنيها ؛فالفياض ليس على المنصة ، بل وهو يتهدج ،ليس في الغرف والقاعات المغلقة بل على القراطيس يتقيأ من يشهد على ما عانوه اهله بين غضب الله وجور الجار وفأس الملك لانحس بالجوع والعطش الافي قصائده التي يكون متحررا فيها من كل قيد لا موسيقا اوقع في النفس من ترادف الصوت والصفعات والنحيب واللغط بلا مقاييس في الجاينات وسط الجبايش هذا يحلق بنا. هذا الكائن الاسطوري القادم من اللحظة والامس فنحس ونلمس ونسمع ونغضب ونفرح ونبكي ونتالم انه ينقل لنا مواسم الحصاد والاعرس وتحت الجرغونات * التي يقيمها اليهود ايام معينة من العام وينقطعوا عن الناس ويقيمها اهلنا من المندائين في مناسباتهم على ضفاف الانهار ايام لاحياء المراسيم قبل عقود. لله دره من فياض هذا الرجل وهو يهرق السنين النائيات علينا كما ترمى على الرؤوس حلوى زيارة العباس*ع* يحيلنا في مطاوي هدير قصائده الى وقوف تحت شﻻل يخر تارة حصى وتاره ماء ورد واخرى دمع ومرات دم والخرير تارة نشيج واخرى شجن ومرات نحيب واحيانا صيحات غضب .السيل من اللعنات تصب على كل شئ من غير استثناء حتى على النفس . وانا ساقتفي كلمات الفياض تحملونا ﻻنها قد تصيبكم حصبائها وقد تلذعون ولكن معه ستستمتعون بالعذوبة ونشوة التاريخ والمجد والفرحة توقعوا ان في ذات الوقت ضحكة من القلب ونزف ألم من القلب كذلك .وهذا ما تحدثنا عنه في كتاباتنا عن قصيدة النثر وان كان الفياض ﻻيمارس البروس التقليدي ولكن له بصماته في قصيدة النثر تميزه وحتى تلك الملوثات النظمية مرات خدمت النص ومرات كانت مطبات هوائية لمن يحلق في اجواء الفياض البعيدة وللمتلقي حق التذمر وللفياض حق ان تبقى هناك في مرات مطبات . سنتابع رحلتنا داخلين الى عقر عالم الفياض عبر انفاق فتقناها في قصائدة اعتبارا من الجزء التالي ولن يكون من ضرورة لمقدمات طويلة لان خﻻصة مطلع مبحثنا اننا سنطلع على رجل من نصوص وعلى مدينة من رجل وعلى وطن من مدينة وعلى التاريخ من وطن ....يتبع الجزء الثاني المخصص لشعر عبد الجبار فياض الشاعر الكبير.
*يا انليل!يا ابتاه لقد سقط بكي في العالم السفلي
وسقط مكي في العالم السفلي
فارسلت انكيدو لجلبهمالي
فوقع في قبضة العالم السفلي*
البكي الطبل والمكي العصا والمتحدث جلكامش الذي ثلثاه اله وانكيدو ابن الغابة الذي صارعه لكنه صار صديقه اﻻبدي ولاجله سيقطع القفار والبحار ليجلب العشبة ويلتقي جده اتنوبشتم ويعبر ماشو ويعود بالعشبة. لكن الافعى تسرقها ؛فيذهب الخلود، ومعه صديقه، وراحة البال، والامان. تعمل حكمة سيدوري بان المصير محتوم. يبحث عن عن اشباه شمخه* ويرفض عشتار الربة بثلثة البشري يجلب لاوراك غضب الربة. مصير انكيدو ﻻنه لم يلتزم بتعليمات صديقه فناله المصير وهو ما حل بكل من لم يستمع للحكمة من التاريخ الذي يعرفة كلكامش .
الذي ارضى الربة الحزينة بقطع شجرة الهولوبو التي نعتقدها الصفصاف وصنعت الربة كرسي وسريرمن اخشابها وهي اصﻻ انبتتها وقد جاءت بها من ضفة النهر وشتلتها لتكبر وتستفاد من خشبها ولاجل الربه هجرت ربة اخرى وهجر طائر الزو الى الجبال .استعان كلكامش بالفأس
*الفأس والسلة تبني المدن
الدارالثابتة الاركان تبنيهاالفأس،الدار الثابتة الاركان
انشأتها الفأس الدار الثابتةالاركان هي التي
ستنبت اﻻزهار
الدار التي ثارت ضد الملك
الدار التي لاتستسلم لملكها الفأس يجعلها تستسلم للملك
؛؛؛؛؛؛
المجد للفأس*
سنرى ان الفأس له المجد في تاريخنا وهو ما استوعبه الفياض جيدا
*انانا*رحلت الى العالم السفلي وتركت الارض
ومضت الى العالم السفلي*
والربة استبدلت حجزها هناك ببديل هو دموزي
انها حكمة هذه البﻻد . طوفان وويﻻت وجدب ويباب ولكن لابد ان يعود تموز بالنماء والخصب .ميثولوجيا هذه ولكن هو تاريخنا وواقعا .هذا نحن البشر والحجر في هذه الارض والبصرة صندوق كله ادراج لفائفها تحكي ذلك و تصورهذه الحقيقة ايقونة تدعى عبد الجبار فياض يرجم الحروف بمقلاعه صوان بعد صهرها كلمات او ينفح من اريج اهل الارض فتغدو زهور نشم بخر الهور وعطن الزور ويشعل النار كما اهل البتيرة* في ايام الصيف مع القيض تهب عليهم اسراب من الهوام والدعاسيق. يستخدم السرجين الذي هو وقود عمل قيمر من لبن الجاموس وهو تحت الصاج لصنع الطابق *من تمن الارض وهي كلمة ورثها من اجداده الاوائل يطربنا فاهل البصرة يحبون الكيف والطقطقة ويشجينا ﻻن اهله لهم كل عام موسم للنحيب من يضن ان الطف وراء تلك السولة عند اهل العراق واهم انه تقليد من ايام اوروك جاينه *لموت انكيدو ومناحة لنزول تموز للعالم السفلي وتعبير عن روع الفيضان الاهوج والجﻻدون الذين تسلطوا على الرقاب والمحتلون الذي لايكفيهم ان يحتلوا بل يوقعوا التقتيل ويهدوا السدود ويغرقوا الكور بالماء والدم ولايكفوا عن الايقاع بين الراعي والفلاح ويقسموا البلاد عندما يسقط هذا الجمل الذي في خاصرته مغرز السنين تاتيه السكاكين . ثيمات التقطها الفياض. اثر ايقاع النظم يسري في بعض قصائده ﻻنكره ذلك ولكن نود ونحب قصائدة التي ايقاعها نشيج ونشيد سومري وطقطقة بصرية نحب رائحة الدخان تحت القدور من نار السرجين نحب هيبة الهور في الظلام ورطوبة البصرة وحرها لاننا تعودنا العذاب فنتشهى هذا الغضب اللهاب من شمسنا قال: عنها السياب انها الاجمل وعتمة غابات النخيل الموحش والقمر في غيابة منزل السكون في عيون معشوقاتنا اجمل. الفياض الذي يفيض بالشعر والمشاعر يكتب القريض فترسب في قصائد نثره ايقاع العروض وضربات موجات البحور والخليج على سواحل الفاو فنجد ان الجزر يعود بالماء مخلفا زبدا وملح شورج. نجده يعبرعن من يعمل بجمع ما خلفه الماء وهو يقطر عرقا ويتفصد ماء مالح بين دم ورطوبة وعرقا وليد النصب والاحساس بالنصب عليه وكما من استخدم التبلية*وتسلق النخل في واسط استنبط المواليا الذي كسر البحور وشاع في كل البلاد حاله حال الدوبيت والكان كان والقوما .استنبط الفياض لنفسه طورا من قصيدة النثر نراه فيه اكثر مما نراه بجزالة حرفة في النظم ففي طوره يلخص مدينته التي تختزل تاريخ هذه اﻻرض من الفاو الى زاخو مطالعة الفياض واعنيها ؛فالفياض ليس على المنصة ، بل وهو يتهدج ،ليس في الغرف والقاعات المغلقة بل على القراطيس يتقيأ من يشهد على ما عانوه اهله بين غضب الله وجور الجار وفأس الملك لانحس بالجوع والعطش الافي قصائده التي يكون متحررا فيها من كل قيد لا موسيقا اوقع في النفس من ترادف الصوت والصفعات والنحيب واللغط بلا مقاييس في الجاينات وسط الجبايش هذا يحلق بنا. هذا الكائن الاسطوري القادم من اللحظة والامس فنحس ونلمس ونسمع ونغضب ونفرح ونبكي ونتالم انه ينقل لنا مواسم الحصاد والاعرس وتحت الجرغونات * التي يقيمها اليهود ايام معينة من العام وينقطعوا عن الناس ويقيمها اهلنا من المندائين في مناسباتهم على ضفاف الانهار ايام لاحياء المراسيم قبل عقود. لله دره من فياض هذا الرجل وهو يهرق السنين النائيات علينا كما ترمى على الرؤوس حلوى زيارة العباس*ع* يحيلنا في مطاوي هدير قصائده الى وقوف تحت شﻻل يخر تارة حصى وتاره ماء ورد واخرى دمع ومرات دم والخرير تارة نشيج واخرى شجن ومرات نحيب واحيانا صيحات غضب .السيل من اللعنات تصب على كل شئ من غير استثناء حتى على النفس . وانا ساقتفي كلمات الفياض تحملونا ﻻنها قد تصيبكم حصبائها وقد تلذعون ولكن معه ستستمتعون بالعذوبة ونشوة التاريخ والمجد والفرحة توقعوا ان في ذات الوقت ضحكة من القلب ونزف ألم من القلب كذلك .وهذا ما تحدثنا عنه في كتاباتنا عن قصيدة النثر وان كان الفياض ﻻيمارس البروس التقليدي ولكن له بصماته في قصيدة النثر تميزه وحتى تلك الملوثات النظمية مرات خدمت النص ومرات كانت مطبات هوائية لمن يحلق في اجواء الفياض البعيدة وللمتلقي حق التذمر وللفياض حق ان تبقى هناك في مرات مطبات . سنتابع رحلتنا داخلين الى عقر عالم الفياض عبر انفاق فتقناها في قصائدة اعتبارا من الجزء التالي ولن يكون من ضرورة لمقدمات طويلة لان خﻻصة مطلع مبحثنا اننا سنطلع على رجل من نصوص وعلى مدينة من رجل وعلى وطن من مدينة وعلى التاريخ من وطن ....يتبع الجزء الثاني المخصص لشعر عبد الجبار فياض الشاعر الكبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق