رؤى متداخلة تكتسح ذاكرتي كسواد موصول بظلمة أزلية, للريح صهيل زاحف على بقايا تقاسيم الضوء, وفي المدى غربة تتمايل في غنج موبوء بالرحيل تراود الروح لإرتكاب خطيئة السفر إلى اللاّشيء.
تتلظّى ما بين عشق المسافات وتجذّر الياسمين في كتاب الرفض,تكتظّ الأمنيات نافرة إلى حدود البوح, تسائل الجرح عن ميعاد الفرح,عن الغائب, عنّي, عن هذا السواد في المدينة
عن شرود الربيع,عن الأغنيات,عن تحجّر الماء في عين السحاب....
تتداخل العلامات في طريق مقفرة, كل التعرجات تفضي إلى غيمة تتمدد بقدر النسيان والذكرى.
ألوان القزح في سماؤك تتجلى كلما انتفض الضوء في أفق يميل إلى العتمة, لا لون للبحر فيك سوى ما انعكس من بدايات موبوئة بالرحيل إلى صدى الأمنيات الواقفة على عتبات الضجر, ينتشي الموج حين يلوح له انكسارك على شاطئ الصمت, يعوي داخلك ذئب سئم النوم على خراب الأرصفة, تاب عن ملاطفة الخرفان المتحولة في مدينة لا ترى فيها حزنك ولا تسأل العابرين عن الوجهة القادمة ولا عن نشاز الكروان في أهازيج الميلاد.
وهذا الآتي لا تعنيه عجاف السنابل ولا تصحّر القلب مذ هاجرته دماء الربيع ولا وصفة الصبر الأخير, لا ملاذ لنزيف الدرب فيك سوى ظلك أوغربة أخرى تمنع عنك صهيل البوح في خطاك أو ليل علوي المتاهات يسكنك بلا حدود للأمكنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق