قال: ألموعد آت فانتظري.
قالت: أي موعد تقصد؟ أنا ﻻاعرفك!؟
قال: عجيب أمرك ..ومن ﻻيعرف موعدي!
قالت "وقد ارتجفت خوفا ": لم أفهم ..ربما إن أوضحت أكثر.
قال: ههههه .. ﻻبأس سيري في طريقك وستعرفين.
صمتت. وتركته خلفها وقد بان عليها الخوف والهم وتنظر خلسة خلفها حيث كان يتابعها بنظرات خبيثة ..وابتسامة مريبة.
أرادت ان تغير مسارها وتبتعد عن طريق مرسوم لها.. كانت ساقاها تسير بنسق غريب وكانها خرجت عن أمرها.حاولت التوقف مرارا بلا جدوى ، تنظر خلفها كل حين ، مازال واقفا كما هو ونظراته اللئيمة ترصدها بابتسامة اكبر.قررت ان تتمسك بشيء ما، تمر بقربه .
أمسكت بقوة بغصن شجرة فانكسر تحت اصرار سيرها .. رمت نفسها ارضا واخذت تزحف وتزحف حتى وصلت النهر فألقت نفسها فيه وشعرت بالماء يغمرها ويملأ انفاسها وتغوص وتغوص ..امتدت يد ما الى الماء وأمسكت بها واخرجتها منه ، كان هو ذاك الموعود معها بلقاء ..وقال وهو يضحك : تبدل اﻻمر الان لقد نفذت اﻻكفان .ههههه سيتم جمع اﻻكفان من القبور ونبحث لك عن واحد غير بال..هيا عودي.
واعلمي ان موتك المطلوب بلا كفن فلا تحاولي الهرب .. عليك ان تمتصي انفاس كل الشبان هناك في نهاية الطريق ولن نسمح لك بالتغيير.
وقفت واخذت تغني بصوت عال وهي تسير حيث الطريق وتقول :
**
أكفان بالية تتناقل باستمرار
عزفت بخيوطها تخاريف الجان
تمتص بشوق انفاس الشبان
تترك صخبا للنوح عبر الاذهان
قديس يضحك مبتهجا بالكأس
نخب الوطن يبتهل ليموت السجان
فينهض اﻻخير من قبره معتليا موته
ويسل سيفا يقطع به كل ذوي اﻻنفاس.
...
انتبه الجمع لما تقول فقد استغرب الغناء والقول ..قال احدهم انها تتأرجح ربما ستنفجر لنهرب..لنفترق..
ابتسمت لهم ودموعها تنهمر ..لقد وصلت نهاية الطريق والجمع مفترق ..توقفت ساقاها فجأة.. فالتفتت تنظر الى من له الموعد كان قد مات بغيضه
. فتركوه في حفرة الكلاب حيث لااكفان للذئاب.
....
تنفست الصعداء ..وتجمع عندها الشباب وأزالوا عنها دموعها والتراب ولباس موعدها الكذاب ..لم تنفجر.
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق