أبحث عن موضوع

الأحد، 8 مارس 2015

خرق لألق السيرة ( قصة قصيرة ) ........................ بقلم : ابراهيم خليل ياسين /// العراق




وسط الأضواء ظلت الزوجة تجوب أرضية الصالة ، صوبت عينيها نحو حشد الأرائك والستائرالزرق وتناسقها بين الجدران ، وعند جلوسها قبالة المرآة للأطمئنان على إناقة فستانها أصغت لوقع أقدام في الممر المفضي الى الشارع ، رأت زوجها عبر الشباك قدعاد توا من مشوار طويل ، هبت نحوه مسرعة ، كمن تحمل في خلجانها خبرا سارا ، ورفضت البوح به لأحد سواه ، وعلى الفور تأبطت إحدى ذراعيه ، وولجت معه الى الصالة ، ثم همست قائلة
- انظر يارجل....ألاتراها أجمل من قبل ؟
- بالتأكيد !
بعد حديث ساده المرح نظرصوب مكتبته ، إكتشف ثمة أشياء في غاية الأهمية قد توارت عن الأنظار ، كانت تشغل حيزا واسعا من رفوفها ، فضلا عما تعززه من ثقة بما أنجزه طيلة الأعوام المنصرمة من مخطوطات تشكل على حدقوله مفصلا كبيرا من حياته ، الأن بدا له المنظر خاويا ، لا بل عاريا بكل ما إتسم به من جمال ، فقال مستفسرا
- أين حزم الأوراق ....؟
- دعك منها.. فلم تعد تجدي نفعا بعد الأن
لزمت الصمت في وقت ظل هو يتخبط بحثا عنها وهاجس المداعبة والمزحة مازال يساوره ، كما فعلت في المرات السابقة ، مرة تخبيها في هذا الركن اوتلك الزاوية ، وفي اخر مرة تذكر كيف خبئتها تحت السلم في خلسة عنه ، غير إنه سرعان ماعثر عليها ملقاة بين مخلفات مهملة
منذ ساعات من الان كررمحاولاته في البحث عنها لأكثر
دون أن يشعرثمة اشارة تجعله واثقا من العثور عليها ، لم يقتصر بحثه عند مكان معين ، إنما إمتد ليشمل جميع الأماكن ، حتى قادته قدماه من حيث لايحتسب إلى تلك الغرفة المهجورة ، فوجيئ بوقع الصعقة تهز كيانه ، حيت فوجيئ بألسنة نيران مصحوبة ببرك دخان كثيف رأه يتصاعد من كل أتجاه فيها ، هرع مسرعا ، عسى ان يفلح في اللحاق بما وقع ، واخمادها ، وعند إقترابه منها قفز الى ذهنه سيل من الأسئلة ، ماسر الحدث هذا ؟ ومن إرتكبه ؟ وهل جاء عن فراغ؟ ثم إستدرك قاءلا في سره " ربما تماس كهربائي أوشرارة عابرة تسربت من مكان ما دون ان تستهدف أحدا "
وحسم أمرقناعته عند أفكاره تلك ، تردد في التقدم نحو النيران ، ثم قاوم مخاوفه بعد ان شعر بالمخاطر المحدقة تستدعي منه التحرك سريعا ، فورا ا إندفع قاطعا خطواته بجرأة ، ودفع ظلفتي باب الغرفة الى الداخل ، وجد نفسه يضيق ذرعا بنوبات سعاله الشديدة ، تملكته الحيرة ، ماذا يفعل ؟ وكيف يتصرف اراء ما يراه ، فالنيران بلغت من الذروة التهمت كل شيئ ،فها هو يرى كافة محتوياتها قد تحولت الى اشلاء متناثرة ، والأكثرذهولا وإستغرابا الى الحد الذي جعله يفقد صوابه تماما والدموع تنهمرمن عينيه بعد ان اخمدت النيران بعض الشيئ وتلمس بكفيه ورأه عن
كثب ، ان ماجرى لم يكن محض صدفة ، إنما أمرا مدبرا ، خرت قواه تماما فيما هاتف مدوي بدأ يصرخ في داخله
يا رجل... إنها ذخيرة عمرك الطويل ، ألأتراها مرمية لافضة أنفاسها ، لم تكن مجرد اشياء صغيرة
كما خال لك ، إنها مملكتك المؤطرة باليقظة
والترقب ، إنها ملاذ أسرارك ، وحصن تأريخك
وتأريخ مدينتك ومدن باسرها عبثت بها الأقدار
الأساطيروالحكايات ،بأحلام شوراعها ،بيوتها ،
وأمال ورغبات أبناءها ، والاهم مماذكرت
انها حصيلة تجربة دفعت ثمنها باهضا
هرع يهرول مسرعا فاقدا صوابه ، وهام في الشوارع مضطرب الخطى . لايعي ماذا يفعل ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إنتبهت المر أة الى نفسها وهي ترزح وحيدة تحت سكون مطبق في غرفة صغيرة من بيتهم ، بعدان توارى الرجل
عن الأنظار ، ولم يعدسوى ظل يهيم في ذهنها ، شعرت
الضرورة تحتم عليها ان لاتبقى هكذا ، وكسرا لحاجز
مخاوفها ، يتعين على حد زعمها البحث عنه ، لامناص من
وجوده معها ، فانه متنفس همومها
همت في الايام اللاحقة في السير بحثا عنه في معظم ارجاء المدينة ، طوال ساعات الليل والنهار ظلت تتنقل من
هذا الحي الى ذاك ، ومن شارع لأخر ولفترة تجاوزت شهر
ونيف ، بحيث لم تخل سبيل مكانا الأومرت به ، حتى أدركها
التعب ،لم تيأس اوينتابها القنوط ، اصرت أن لاتعود الى بيتها إلا وهو برفقتها ، ولم يخب ظنها في أخرمرة عند مرورها في زقاق ضيق فوجئت به لأئذا في خلوة خربة ، تغمرها النفايات والأنقاض ،إقتربت منه للتأكد من حقيقته ،
إن كان هو أم لا ! عجز إحساسها عن إدراك أية إستجابة ، لم تفقه منه غيرهذيان مرتبك ومشتت ، كم حاولت معه قاءلة
له إن كل ما بدرعني لأجلك يارجل ليس إلا....وها أناجئت
لأنتشالك مما أنت واقع فيه ، ومن شيخوخة هذه الجدران
الكالحة ، لم ترعنه غيرجسد كامن يرضخ مستسلما لخمول مطبق ،وراس مطأطا ، ونظرات عينين فقدتا بريقهما أشاح بها هنه ، وغمرها حزن شديد من تصرفات تعذر عليها ادراكها وهو يكورجسده النحيل في زاوية من الحجرة الخربة
جفلت منه ، وتيقنت ان الرجل الماثل أمامها لأتنفي حقيقة كينونته لكنه تحول الى شخص اخر
بعد ما خذلها شعورها بصعوبة وإستحالة إقناعه بالعودة معها
واصلت سيرها عائدة الى بيتها,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق