في رحاب قصة نبي الله سليمان ( عليه السلام)
لعل السؤال :
لماذا طلب سليمان (عليه السلام ) الملك الدنيوي ؟
هذا السؤال هو محور الابتلاء الذي نجح فيه سليمان نجاحا باهرا سيتضح أن نبي الله لم يطلب الملك لذات الملك فهو من جاء ليعلم الناس بحقيقة دار الفناء .. ولكنه طلب الملك الذي لا ينبغي لأحد بعده كي يكون وسيلة لنشر الرسالة في عالم مزدهر وحضاري كالعالم الذي كان سائدا آنذاك فكان من مقتضيات مواجهته سلاح يماثله شكلا ويتفوق عليه نوعا وقدرة ..
من هنا ففلسفة السلطة في الاسلام هي وسيلة لبلوغ الهدف وليست غاية بحد ذاتها ..
السؤال الأهم : ما هو وجه الاعجاز في ذلك ؟
إن الإعجاز في قصة سليمان (عليه السلام) تجسد في أكثر من موضع لعل أهمها إن هذا الملك العظيم وما يتبعه من مسؤوليات جسام وفتن لم يقترب من قلب سليمان الذي بقي قلبا سليما حتى لقي معبوده .. فكانت روحة حرما آمنا ليس بها سوى الله تعالى ولم يدع أي مظهر دنيوي صغر أو كبر من الاقتراب من هذا الحرم المقدس ..فكان سليمان يعيش أسمى درجات العبودية لربه وهو يتربع على عرش ملك باذخ لم يحظ به أحد قبله ، هي معادلة غاية في الصعوبة لا يجيد حلها الا من عرف عرف نفسه وعرف ربه وكان منهم هذا النبي الكريم .
جواد الحجاج / من كتابي تأملات في احسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق