مما قاله نبي الله وروحه عيسى بن مريم عليه وعلى امه القديسة العذراء سلام الله تعالى :
يا عبيد الدنيا! بحقٍّ أقول لكم:
لا تدركون شرف الآخرة، إلا بترك ما تحبّون، فلا تنظروا بالتوبة غداً،
فأن دون غدٍ يوماً وليلة، وقضاء الله فيها يغدو ويروح.
بحقٍّ أقول لكم: إن من ليس عليه دين من الناس، أروح وأقلّ همّاً ممّن عليه الدّين، وإن أحسن القضاء،
وكذلك من لم يعمل الخطيئة، أروح وأقلّ همّاً ممّن عمل الخطيئة، وإن أخلص التوبة وأناب،
وإن صغار الذنوب ومحقّراتها من مكايد إبليس، يحقّرها لكم، ويصغرها في أعينكم، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم.
بحقٍّ أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله، وصدّقها بفعله، ورجل أتقنها بقوله، وضيّعها بسوء فعله، فشتّان بينهما، فطوبى للعلماء بالفعل، وويل للعلماء بالقول.
اتخذوا مساجد ربّكم سجوناً لأجسادكم وجباهكم، واجعلوا قلوبكم بيوتاً للتقوى، ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات.
إن أجزعكم عند البلاء لأشدّكم حبّاً للدنيا، وإن أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا.
كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم، وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم: أن تنقّوا جلودكم، وقلوبكم دنسة؟
لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيّب، ويمسك النخالة، كذلك أنتم، تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغلّ في صدوركم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق