★ أنقر نقرتين معلنة استيائي ، أنصرف عن
مدارات الرجولة الصادمة ، إلى اللازمن المعهود
أرتحل لأبقى جوارك كما عهدتني - بوداعتي
★حين تغضب حمامتك ، لا تهجر شنجارها كما
يهدهد اليك ،فقط تدع الرياح تقودها
أبعد ما يكون .
تعبر فوق الكتل الرمادية ، تبغي جنتها السرمدية
جنة نوح ما بعد الغرق لتخط خيبتها الأولى
وترقد عليها هائنة مهزومة....
★ حين تغضب وداعتك- تبكي بحرقة- في صوتها
الأخير وصمتها الأخير ، منكسرة خائِبٌة بعد مَعْرَكَةٍ
حَرْبِيَّة قادتها من خيال ،صرعى تحت عجلاتك
الحربية لا هدنة لمبعوثة ، أنت سيد الحرب والحب
والسلام وكل ما بينكما الرسالة التي في فمها و
غصن الزيتون .
★حين تغضب أناة حلمك تكون ذلك الآثر
الأحمق الذي هزم الأرض ففاض دمعها لتروي
كبرياءه المعظم
فأنجب الياسمين وازدهرسويداء قلبه بعرائش
الأرجوان .
★حين تغضب حلمك يسافر مع أول ضوء قمري
يصير ذلك العاشق الأشهى المترف بالوجع .
لكن هذه المرة لن تسهر وداعتك ......
ستعتزل الشعر والروايات ستكون لها كما تحب ،
لن تحترق برياح غيابك وتنصهر باثم ذاتها ،أو تكون تلك
الفاتنة
التي حنطوها بتابوت تنتظر قبلاتك لتستيقظ
وتعلن
قيامة الحياة أو تستدع الديك الفصيح
داخلها ليؤذن لك، لتستل سيفك النقي كما شئت أو
تغمده فكل الحكايات كاذبة عند بريق النهار .
★ لست أول من خانها الحب ،ودبر لها مكيدة
الولاء
وليس هناك ما هو أدهى من خيانة الوطن أنت
حولتني إلى زجالة تتآمر على اللغة ، فكل
المجازات
المرسلة دسيسة و كل الوميض مشفر في عينيك
حتى الرسائل متواطئة معك لاتمل التكرار .
لست أول من تغلق خلفها أبواب الذاكرة الشنيعة
ولا أنا المحصنة من لدغات القدر
أو أول من نزفت أحلامها مخضبة بالدماء
وحين اكتشفت
لم يكن الأثر حرارة القبلات كانت محبرة باردة
مدنسة بخطايانا ونداء.
★الوجع أكبر من أن يسمى- نصيب منك -
وكأن العقاب ممتد امتداد الأفق - منفي أنت
وأوصدت النوافذ....
فقط أريد أن أَنْسَى
كل كآبة احتفيت بها معك ، وكل حلم دسسته تحت
وسادتي ، وكل أمل فرشته لي وكل عطر فاح بأمل
لقياك وكل سحر بعثته بخاطري
أريد أن أنسى كتابات زرادشت وخطابات السادات
و معتقلات الخيبة التي سجنت فيها وهذا الوهم
الذي أسميته أنا.....
★عام مر ...وآخر قادما و أنا على ما أنا عليه
فالشتاء قادم بلا دفء ...بلا غيوم أو مطر
تغيرت ملامحي المزاجية وعدت أكثر هدوءا
حتى نبتة الصبار التي زرعتها باتت قاسية بفعلك
تحوي عصارة شموخي وتثأر لكبريائي وصبري
★ما أتعسني وما أشقاني ؟!
حين اعتقدت أن للورق حظ حين أكتب عنك
وأنه يمكن أن تسعدني لست بهذا الترف والبذخ
لماذا لا تفارقني ؟!
حين أعلنت غضبي كل أنشوداتي مراكب ورقية
غارقة في لجتك
صحيح رحلت لكن شواطئك لاتزال
مرأى البصر
هناك حيث البعد اللامرئ من الحقيقة
أتوهم رحلاتي إلى أفضية اللغة وأكواخ الخيال
وفيء ظلال السحاب .
وما أنا الا أرنبة تتماهى يطاردها وحشك
بين الغابات
صياد ماهر هو حدسك يلتقط نبضاتي
فيتوقف برعشة دهشة
لتصم أذناي ريح الفقد
واسقط بين أنياب صرعى
بلا رأس انسان أو جسد أسد
فقط أحيا بغابة بشرية .
و قد تبدو كعين حمئة احتللتني اتحسس نوره
لتعميني أنت توقظ حواسي في ثورة غضب لاكتبك
معلنة اعتصامي لحظات لكنها
تفر لورقة بيضاء أنا كتلك النقطة الرمادية
على السطر لا أنت تراها ولا هي تجعلك تراها .
★حين أكتب تبدو كحصان مجنح
تتخطى كل المسافات و تخترق أزمنتي
وتعبر حواجزي وتحطم قياسات شرودي
وتصفق الذكرى لبراعتك وتهلل البشرى الراهنة
بأنك الأوفر حظا و الأسعد جمهورا
ببساطة أنت حظي الرابح دوما وكل سباقات
الحياة بدونك
خاسرة .
★حين أكتب
يشل تفكيري أفعى تجاهلك
أخشى أن أتحرك
أن تنفث سمها فهمساتي و أنيني طرب لها
وظلي الخائف خلفي يتوارى كطفل أجدب
يفزعني صدى خطواته
فتعانق هواجسي الثمانية والعشرين
لترقد أنفاسي مطمئنة بين أحضانك ...
★حين اكتب
فقط أتحول إلى شيء عدا حمامتك الوديعة .
٢٨-٥-٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق